يقلل نفوذ كلمتهم حبا بالاستبداد بباطل
اوامره و نواهيه، و حرصا على توسيع دائرة ظلمه و جوره، فطرد جمعا من البلاد بهوان
و نهنه فرقة عن اقامة الشرع بصغار و جلب طائفة من اوطانها الى داراجور و الخرق
(طهران) و قهرها على الاقامة فيها بذل فخلاله الجو فقهر العباد و اباد البلاد و
تقلب فى اطوار الفظائع و تجاهر بانواع الشنائع و صرف فى اهوائه الدنية و ملاذه
البهيمية ما مصه من دماء الفقراء و المساكين عصرا و نزح من دموع الايتام قهرا (يا
للاسلام)
فاذا اشتد جنونه بجميع فنونه فاستوزر و غدا خسيسا ليس له دين يردعه و
لا عقل يزجره و لا شرف نفس يمنعه، و هذا المارق ما قعد على دسته الاوقام با بادة
الدين و معادات المسلمين و ساقته دنائة الارومة و نزالة الجرثومة الى بيع البلاد
الاسلامية بقيم زهيده.
فحسبت الافرنج ان الوقت قد حان لاستملاك الاقطار الايرانية بلا كفاح
و لا قتال و زعمت ان العلماء الذين كانوا يذبون عن حوزة الاسلام قد زالت شوكتهم و
نفد نفوذهم فهرع كل فاغرا فاه يبغى ان يسرط قطعة من تلك المملكة. فغار الحق و غضب
على الباطل فدمغه فخاب مسعاه و ذل كل جبار عنيد.
اقول الحق انكم يا ايها القادة قد عظمتم الاسلام بعزيمتكم و اعليتم
كلمته و ملئتم القلوب من الرهبة و الهيبة. و علمت الاجانب طرا ان لكم سلطانا لا
يقاوم و قوة لا تدفع و كلمة لا ترد و انكم سياج البلاد و بيدكم ازمة العباد و لكن
قد عظم الخطب الان و جلت الرزية لان الشياطين قد تألبت جبر اللكسر و حرصا على
الوصول الى الغاية و ازمعت على اغراء ذاك المارق الاثيم على طرد العلماء كافة من
البلاد. و ابانت له ان انفاذ الاوامر انما هو بانقياد قواد الجيوش و ان القواد لا
يعصون للعلماء امرا و لا يرضون بهم شرا فيجب لاستتباب الحكومة استبدالهم بقواد
الأفرنج. وارت لذاك البليد الخائن رياسة الشرطة و قيادة فوج القزاق نموذجا (كنت و
اضرابه) و ان ذاك الزنديق و زملاءه فى الالحاد يجدون الان فى جلب قواد من الجانب.
و الشاه لجنونه المطبق قد استحسن هذا و اهتزبه طربا. لعمر اللّه لقد تحالف الجنون
و الزندقة و تعاهد العتة و الشره على محق الدين و اضمحلال الشريعة و تسليم دار
الاسلام الى الاجانب بلا مقارعة و لا مناقرة.
يا هداة الامة انكم لو اهملتم هذا الفرعون الذليل و نفسه و امهلتموه
على سرير جنونه و ما اسرعتم بخلعه عن كرسى غيه لقضى الامر فعسر العلاج و تعذر
التدارك.
انتم نصراء اللّه فى الارض. و لقد تمحصت بالشريعة الالهية نفوسكم عن
اهواء دنية تبعث على الشقاق و تدعو الى النفاق و يئس الشيطان بقذفات الحق عن تفريق
كلمتكم. فانتم جميعا يد واحدة يذودبها اللّه