responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اساس السياسة نویسنده : القفطي، على بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 91

إشراط الزوال و اقترابها. حدّث نفسه بالاستيلاء على الملك و التغلب.

و ناجاها بالقفز على الأمر و التوثب. فأخذ في التعرّض للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. متحققا أن هذا الأمر و إن قلّ مساعده فيه فإنه ممّا لا ينبغي عليه و لا ينكر. فأظهر القيام بالحسبة[1] احتسابا. و أنكر على من يتّخذها معيشة و اكتسابا. ثم تدرّج من ذلك إلى الجرأة على الملك في أحواله. و الإنكار عليه بغليظ القول لمّا كثر انتحاله. و إظهار الاستخفاف به و قلّة المبالاة. و الاعتراض بالطعن على أحكام الولاة و القضاة. و التفوّه بألفاظ يقدح‌[2] بها في سياسة الملك و سيرته. و تبعث العامة بمقتضاها على خلع طاعته، و نقض بيعته. مستندا في ذلك إلى ما أظهره من خشونة الزهد و برز فيه من حلية التنسّك و التعبد حتى كثر من العامة اتّباعه. و كثر من الغوغاء أتباعه. ففطن لسرّ مقصوده ذو و البصائر. و علموا ما يجرّه التهاون بأمر من سوء الجرائر[3]. فأعلموا الملك بلباب مقصده. و أطلعوا على ما أطلعوا عليه من خبيث معتقده. و أغروه بسفك دمه. و حذّروه من التفريط المعقب لأسفه و ندمه. فضحك منهم هاربا. و سخر من‌


[1] الحسبة: أمر بمعروف إذا ظهر تركه و نهى عن منكر إذا ظهر فعله. للحسبة أبواب كثيرة أوسعها موجودة في الأسواق و الأحياء السكنية و التجارية و الطرق العامة و غيرها. للتفاصيل انظر: الأحكام السلطانية للماوردي؛ نهاية الرتبة في طلب الحسبة للشيزري؛ معالم القربة في أحكام الحسبة لابن الإخوة( القاهرة 1976)؛ الحسبة على المدن و العمران للدكتور وليد المنيس( الكويت 1416 ه)؛ الحسبة و المحتسب في الإسلام( بيروت 1970 م)؛ نظام الحسبة في العراق لرشاد معتوق ... إلخ.

[2]القدح: الطعن.

[3]الجرائر ج. جريرة و هي: التبعات.

نام کتاب : اساس السياسة نویسنده : القفطي، على بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست