غير حقه. و من التقصير في حفظه إعطاؤه لغير
مستحقه. لأنه موكل للصرف في مهام الأمة حين لا يغني إلا صرفه و إطلاقه. و معدّ
للاتفاق في مصالح الملّة، حين لا يجدي إلّا بذله و إنفاقه.
[المرأة ريحانة]
و اعلم أيها الملك- أعزّك اللّه- إنه يجب على الملك أن لا يكون بآراء
النساء في شيء من التدبير عاملا. و لا معهنّ في جميع الأغراض مائلا. فقد سبق
المثل بقول الحكيم: المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة[1].
[تصغير الأعداء مرفوض]
و من كمال سعادة الملك و تمام إقباله. و استيلاء التوفيق على آرائه و
اشتماله. أن لا يكون تصغير الأعداء محتقرا. و لا على يسير التدبير في أمره مقتصرا.
بل يجب عليه المبادرة بقط نواجم الأعداء[2].
و أن لا يتهاون بالأمر في أوّله فيأخذ في الزيادة و الاستشراء. فإن يسير الشرّ
يبدو كالنار أوّلها ضئيلة و آخرها لا يطاق دفعه بحيلة. فإن لم يبادر إلى إطفائها و
إخمادها. أهلكت بسرعة
[1] القهرمانة: مدبّرة البيت، و أصل عمل القهرمانة في
بلاط الخليفة، أن تؤدّي الرسائل عن الخليفة. غير أن ضعف الخلفاء و احتجابهم في
قصور و تسلّط النساء، أدّى إلى سيطرة القهرمانة. لاحظ ما كتبه عبود الشالجي( ت
1996 م) في حاشية الفرج بعد الشدة للتنوخي 4: 370- 371( تجد تعريفا و جيزا
للقهرمانة في موضع آخر). و معنى هذا المثل: أنه يستمتع بها و لا يعتمد عليها و قد
أورده الثعالبي في كتابه: التمثيل و المحاضرة، 215.