و الراحة. و صيّر محظورات تلك الأمور كلّها
عندهم مباحة. فاستلانوا الهوينى. و أعرضوا في طلب العزّ عن التعرض للمتالف، و قعدت
به همم النفوس حتى تشبّهوا بالقواعد[1]. و رضوا
بأن يكونوا مع الخوالف. و حملتهم الجرأة إلى أن طلبوا من زيادة الأرزاق فوق ما
توجبه لهم قضية الاستحقاق. فإن يعطوا منها رضوا، و إن لم يعطوا منها إذا هم
يسخطون. ثم قعدوا عن التكسب بأسباب معيشتهم و شاركوا الرعيّة في مهن عيشتهم. و
تمثلوا بالسّوقة[2] لطول
المقام معهم في أخلاقهم. و ضايقوهم لما غلب عليهم من حبّ الراحة في تصرفات
أرزاقهم. و إنما مثل الجندي كمثل الكاسر الذي يتكسب بنابه و مخلبه. و تسمو نفسه
لشرفها عن مشاركة شيء من الحيوانات في مأكله و مشربه. فهو لا يسأم مبارزة الخطوب،
و لا يكره منازلة الحتوف. و لا يحبّ المال إلّا من قنا[3]
و سيوف [الطويل]: