مخصوصة. فلم يزل ينازع نفسه و يكثر عذلها و
نصحها. و يروضها بأنواع حيل الرياضات حتى أجابت إلى ذلك و وفت [....].
فعملت له على الصفة التي أثرها. و قدّمت إليه و قد حضر وقت الصلاة
فقام إليها و بادرها. و تقدّم إلى خادم أمين كان له بأن يحرسها إلى حين فراغه و
يحفظها. و يوكّل بها ناظره فلا يصرفه[1] عن أن
يراقبها و يلحظها. و اتفق حضور عظيم من القطاط[2].
ممّا وقع منها من شدّة الخلقة و فرط السبعية في جانب الإفراط. فاختطف الدّجاجة
بسرعة أعجزت الخادم عن لحاقه. و استبقى الباب فبذّ الخادم[3]
بسيفه لشدّة حرصه على السرعة في إباقه[4]. و تبعه
الخادم مسرعا فتعلق بأعالي الجدران. و مرّ كالشهاب الثاقب حتى تجاوز أسطحة أدر
الجيران[5]. و فرغ
البخيل من صلاته. و قد علم بالأمر بعد فواته[6].
فامتلأ على الخادم غيظا و حنقا. و جرّد سيفا كان يدخره للمهمات، فحذفه
به[7] فقتله. و
صادف في ممرّه حجرا فطار لجودة فولاذه شققا. فعدم المسكين السيف الثّمين. و الخادم
الناصح الأمين. و فارق في جميع ذلك العقل و الدين. و لم يكن هناك سبب إلّا إجابته
لداعي حنقه و غضبه و قلة حاصله من الرياضة حتى تمكّن منه كلب غيظه بشدّة كلبه. و
الحديث شجون، و ربّ جدّ جرّه مجون.