الحمد للّه المنفرد بتدبير ملكه. الغني عن الشريك في شيء من أمره،
فلا ينازعه أحد في ملكه. و صلّى اللّه على نبيه سيّدنا محمّد الذي ابتعثه داعيا من
القول إلى صدقه، و ناهيا عن إفكه[1]. و آمرا
باعتماد الصواب، و زاجرا عن تركه. و على آله و صحبه[2]
المجاهدين في سبيله من حاد بكفره و شركه، و عند عن طاعته بقائل ظنّه و شكّه و سلّم
تسليما.
أما بعد؛ فإنّه وقعت إليّ كلمات لبعض ملوك الفرس[3]
تتضمن جملا من السياسات الملوكية، و الآداب الحكميّة. سأله عنها بعض الملوك
المجاورين لبلاده. الموادعين[4] له موادعة
من قادته المهابة إلى انقياده. و ضمن له أنه متى أطلعه عليها أن ينزل على حكمه.