فلقد كان تحمّل العلم في تلك العصور يتمّ
منذ الصغر، و سترد ملاحظة أخرى بهذا الشأن بعد قليل.
القفطي
أوردنا في الصفحات الماضيات ما يؤكد أن مخطوط أو كتاب أساس السياسة
الذي نسب خطأ و ضلة إلى علي بن ظافر الأزدي، لا صلة له بهذا المؤرّخ، الأديب، بل
هو للقفطي[1]؛ فمن هو
القفطي؟
إنه علي بن يوسف بن إبراهيم، أبو الحسن، جمال الدين، يعرف بالقاضي
الأكرم و ينتهي نسبه إلى وائل بن بكر (568- 646 ه/ 1172- 1248 م).
القفطي أحد الكتّاب المشهورين المبرّزين. كان أبوه القاضي الأشرف
كاتبا أيضا. ولد في قفط من الصعيد الأعلى بمصر، و كان يجيد مختلف العلوم كاللغة و
النحو و الفقه و الحديث و علوم القرآن و الأصول و المنطق و النجوم و الهندسة و
التاريخ و الجرح و التعديل.
و شغل منصب الوزارة بحلب، و كان من هواة الكتب و أوصى بكتبه للناصر
صاحب حلب.
له نحو ثلاثين كتابا فقد معظمها أثناء هجوم التتار على بلاد الشام، و
أساس السياسة هو رابع كتاب يصل إلينا من آثاره و أعماله،
[1] (*) ترجمته في: معجم الأدباء، ص ص 2022- 2036( رقم
855)؛ معجم البلدان( مادة: فقط)؛ الطالع السعيد 836؛ الوافي بالوفيات 22/ 338؛
فوات الوفيات 3/ 117؛ بغية الوعاة للسيوطي 2/ 212؛ حسن المحاضرة 1/ 554؛ الأعلام
5/ 33. و لعلي الخطيب كتاب: القفطي: حياته و آثاره و أدبه( دار المعارف، القاهرة).