ما ينبغي تنفيذه اليوم إلى غد[1]. و إهمال الاستعداد لكلّ ما ينبغي
أن يتأهب له و يستعد. و ذلك أن لكلّ زمان حظّه من العمل الذي لا يحتمل سواه. فإذا
حمل على اليوم غد أضرّ به و بمن يتغاظاه.
فإذا اجتمع للملك وزير ناصح، و قاض ورع صالح، و مقدّم جيش خبير
بأعمال الحروب و لشروطه حافظ، و عامل أمين مستقل بالعمل ناهض. انتظم أمر دولته و
استقام. و استوى على سوق الاتساق[2]، و قام. و
مهما اختلّ من هذه الأركان اختل من الملك بقدر ما وهى. و مهما فسد من هذه الشرائط
فسد من أحواله على السواء.
[الخاتمة]
فلما تمّت هذه الألفاظ و حسن من الملك بها الاتعاظ. قال لها: لقد
أحسنت فيما أتيت و نظمت الدّر و نثرت فيما أمرت به و أشرت. فجزيت خيرا من قرين
جمعت به الخيرات في قرن. و لا زال حكم مواعظك يجلو القلوب و يرحض عنها الدّرن[3].
ثم أمر الملك فعملت لولده دائرة، سطّرت فيها ألفاظ الحكيم.
و أضيف إليها الشرح الذي يجرى منها مجرى الأوضاح من البهيم.
و أخذ ولده بدراسة ذلك و حفظه. و النظر في معاني آدابه و أسرار