و خاتمة ذلك و هو أهم أموره و مهمّ تدبيره. أن يكون له وزير[1] ناصح. عالم بوجوه المصالح. كامل
الآداب و الفضائل. مأمون العواقب و الغوائل. متحلّ بالنزاهة [.....][2] مبرأ من الخيلاء و الصلف. قد ظهرت
في الدولة آثار كفايته و اشتهرت مواقع [....][3]
و كفالته. و ليكن ممّن أنشأته الدولة و غرسته. و ربته يد اصطناعها و كفلته و
أرضعته درّ إحسانها فما فطمته. فهذا يدأب في مصالحها دأب الساعي لنفسه. و يعمل في
سياستها عمل العالم إنه مستثمر لجنى غرسه. لا يؤثر أبدا إلّا تشييد منارها و تحسين
آثارها.
و لا يسعى إلّا في توطيد قواعدها و رفع منارها. و يحمل عن الملك
أثقال مملكته و ينوب منابه في تصريفها. و يعينه على القيام بأعبائها و النهوض
بتكاليفها. و يوفّر عليه أوقات راحته التي تجمّ قوته و أزمات خلوته التي تشحذ
قريحته و تصقل فكرته. فإن الملك لا يحتمل أن يخلي لحظة واحدة من حسن النظر. و لا
يطيق إهماله طرفة عين عن صواب التدبير العائد بجميل الأثر.
[أسباب زوال الملك]
و قد سئل بعض من زالت عنه حلية[4]
ملكه و ركدت بسوء التدبير رياح فلكه عن سبب فساد أمره و اتضاع قدره. فقال: تأخير