، و من
الواضح أنّ العمري لا يفتي بذلك من قِبل نفسه؛ فالظاهر أنّه أخذه من صاحب الزمان،
روحي فداه.
و لا يخفى:
أنّ رواية الصدوق عن عبد الواحد أتمّ دلالةً على المطلوب، و أمّا سنداً فقد نوقش
في ثلاثة منهم؛ و هم عبد الواحد و ابن قتيبة و عبد السلام الهروي.
فنقول:
أمّا عبد الواحد فهو و إن لم يرد توثيقه في كلمات القدماء إلّا أنّه نسب إلى
العلّامة في «التحرير» وصف روايته بالصحّة، و تبعه الشهيد الثاني، و احتجّ بأنّه
من مشايخ الصدوق (رحمه اللَّه) من غير واسطة.
و أمّا علي
بن محمّد بن قتيبة: فقال النجاشي: اعتمد على روايته أبو عمرو الكشّي، كذا قال
العلّامة و ابن داود، فهو إن لم يكن ثقة فممدوح. و في «مستند الشيعة»: أنّ عبد
الواحد و ابن قتيبة من مشايخ الإجازة الذين صرّحوا في حقّهم بعدم الاحتياج إلى
التوثيق.
و أمّا عبد
السلام الهروي فهو من خواصّ الرضا (عليه السّلام) و أنّه شيعي، قال النجاشي: عبد
السلام بن صالح الهروي ثقة، صحيح الحديث، له كتاب وفاة الرضا (عليه السّلام)، و هو
معروفٌ بالشيعي عند العامّة، و عبّروا عنه بعبارات شتّى؛ فقال بعضهم: إنّ أبا
الصلت مأمون على الحديث إلّا أنّه يحبّ آل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و
سلّم) و كان دينه و مذهبه حبّ آل محمّد (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم). و يشهد
به ما رواه عن الرضا (عليه السّلام) من فضائلهم: و أنّهم أفضل من جميع الخلائق،
فراجع «عيون أخبار الرضا».
و بالجملة:
لا ريب في كونه إمامياً و من خواصّ الرضا (عليه السّلام)؛ فلا يصغي إلى
[1] وسائل الشيعة 10: 55، كتاب الصوم، أبواب ما
يمسك عنه الصائم، الباب 10، الحديث 3.
نام کتاب : مدارك تحرير الوسيلة(كتاب الصوم) نویسنده : بني فضل، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 172