و استشكل في «مستند العروة الوثقى» في سند هذه الرواية بأنّ عبد المؤمن لم يوثق.

و فيه: أنّ النجاشي وثّقه. نعم هي غير معتبرة من طريق عمرو بن شمر؛ لتضعيف جماعة إيّاه كالنجاشي و ابن الغضائري و العلّامة و ابن داود.

و كيف كان: فقد وقع التعارض بين روايات التخيير و روايتي الترتيب حيث إنّ كلمة «أو» الواقعة في تلك الروايات للتخيير؛ لوضعها إيّاه. و رواية علي بن جعفر صريحة في الترتيب كآية فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا[1]، فالترجيح لروايات التخيير؛ لمخالفتها للعامّة حيث إنّ العلّامة (رحمه اللَّه) قال في «التذكرة». و به قال أبو حنيفة و الثوري و الشافعي و الأوزاعي‌[2].

و يؤيّد تقديم روايات التخيير الاكتفاء بالتصدّق في عدّة من الروايات:

منها: صحيحة عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) في رجل وقع على أهله في شهر رمضان فلم يجد ما يتصدّق به على ستّين مسكيناً، قال‌

يتصدّق بقدر ما يطيق‌[3].

و منها: مصحّح محمّد بن نعمان عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) أنّه سئل عن رجل أفطر يوماً من شهر رمضان، فقال‌

كفّارته جريبان من طعام؛ و هو عشرون صاعاً[4].

و منها: موثّقة عبد الرحمن بن أبي عبد اللَّه عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) قال: سألته عن رجل أفطر يوماً من شهر رمضان متعمّداً، قال‌

عليه خمسة عشر صاعاً؛ لكلّ‌

[1] النساء( 4): 43.

[2] تذكرة الفقهاء 6: 52.

[3] وسائل الشيعة 10: 46، كتاب الصوم، أبواب ما يمسك عنه الصائم، الباب 8، الحديث 3.

[4] وسائل الشيعة 10: 47، كتاب الصوم، أبواب ما يمسك عنه الصائم، الباب 8، الحديث 6.