نام کتاب : أنوار الفقاهة في شرح تحرير الوسيلة (كتاب النكاح) نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 253
أمّا الوجدان؛
فلأنّ الشرط- بحسب القواعد العربية وبحسب الارتكاز العرفي- يعود إلى الهيئة، فلذا
إذا قال: «إذا دخل الوقت تجب عليك الصلاة» كان الظرف متعلّقاً ب «يجب» لا الصلاة،
وشيخنا العلّامة الأنصاري قدس سره اعترف بذلك، ولكن ذهب إلى ارتكاب أمر مخالف
للظاهر؛ هرباً من محذور استحالة التعليق في الإنشاء.
وأمّا
البرهان، فيتوقّف على فهم معنى «إن» الشرطية، ومعادلها في الفارسية: «اگر» ومن
العجيب أنّا نتكلّم ليلًا ونهاراً بهذه الألفاظ، ولها معانٍ واضحة مرتكزة في
أذهاننا إجمالًا، ولكن عند شرحها وتحليلها يصعب الأمر علينا جدّاً.
والذي يقوى
في النظر: أنّ معناه نوع من الفرض، وقولنا: «إن جاء زيد ...» معناه: نفرض أنّه جاء
زيد ... لا أقول: إنّ له معنى فعلياً، بل له معنى حرفي، ولكن إذا لوحظ استقلالًا
يعود إلى ما ذكر، كالفرق بين معنى «من» والابتداء، فإذا قال: «إن جاء زيد أكرمه»
معناه: نفرض أنّ زيداً جاء، ففي هذا الفرض يجب عليك الإكرام. فالإنشاء هنا أيضاً
إيجاد بدون تعليق، ولكن إنشاء في فرض، والفرق بينهما دقيق.
وإن شئت
توضيحاً أكثر، فقس حال المنتظر لقدوم زيد، فسمع صوتاً عند الباب، فتخيّل أنّه صوت
زيد، فقال: «يا غلام، قم أكرم زيداً» فذهب فلم يَرَ زيداً، فإنّ من الواضح أنّ
الأمر بالقيام وإكرام زيد في هذه الحالة، ليس معلّقاً على شيء، بل بعث قطعي باتّ،
ولكن هذا البعث كان بعد تخيّل مجيء زيد، فتنحصر باعثيته بفرض مجيء زيد. ومن هنا
يجتمع رجوع القيد إلى الهيئة
نام کتاب : أنوار الفقاهة في شرح تحرير الوسيلة (كتاب النكاح) نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 253