و هو على
قسمين: أحدهما الدفاع عن بيضة الإسلام و حوزته، ثانيهما عن نفسه و نحوها.
القول في
القسم الأوّل
(مسألة
1) قوله: لو غشي بلاد المسلمين أو ثغورها عدوّ يخشى منه.
أقول: ذكر جماعة
منهم الشهيد الأوّل في «اللمعة» و «الدروس» أنّه يجب الجهاد مع هجوم عدوّ يخشى منه
على بيضة الإسلام، و لا يشترط فيه إذن الإمام. و قد فسّرها الشهيد الثاني بأصل
الإسلام و مجتمعه. و قد سرد المحقّق القمي (قدّس سرّه) في «جامع الشتات» معاني
كلمة «البيضة»، و ذكر: أنّ الأصلية موجودة في جميع معانيها.
أقول:
الدفاع عن الإسلام في هذا الفرض واجب بلا إشكال في أيّ زمان كان. لكن الخوف على
أصل الإسلام بأن يخشى من انعدام أصل الإسلام و أساسه إنّما كان يتصوّر في بدو
الإسلام، الذي كان الإسلام محدوداً، كما أنّه أراد مشركو مكّة قتل المسلمين كافّة
و إمحاء أصل الإسلام و أساسه.
و أمّا في
مثل الأزمنة المتأخّرة التي انتشر الإسلام و كثر البلاد الإسلامي و ازداد المسلمون
في أقطار العالم في آسيا و أفريقيا و أُروبا و إمريكا فلا يقدر أيّ قدرة على هدم
أصل الإسلام.
نعم، يمكن
هجمة عدوّ يريد هدم الكعبة مثلًا و إمحاء آثار أصل الإسلام، مع أنّه لا يلازم محو
أصل الإسلام، كما وقع في التاريخ مرّتين.
ثمّ إنّ
العدوّ المهاجم على أقسام: الأوّل: الذي يخشى منه على بيضة الإسلام، و قد
تبيّن حكمه.