ويتضاعف هذا
الدور عندما يستولي على الأمر أناس غير لائقين، إذ يضيف هذا إلى دور الأمة عنصراً
آخر هو عنصر الوقوف بوجه الحكم وفضح مخططاته الانحرافية.
ولسنا
في مورد المفاضلة بين النظريتين السالفتين وإنما ذكرناهما لنخلص إلى أن هناك
اتفاقا إسلامياً على بعض الادوار الرئيسية للأمة، وهذه الادوار تتطلب توفر وجود
حي فعال لها، يقول للحاكم أو الوالي عندما ينحرف قف عند حدك، ويراقب موارد
الانحراف فيقضى عليها وهو ما يعبر عنه النص المبارك (يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ويعمل على
نشر الحضارة الاسلامية باعتباره «الوجود المستخلف على الأرض». يكتب امير المؤمنين
عليه السلام إلى اصحاب المسالح قائلًا:
«أما
بعد فإن حقاً على الوالي الا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طول خص به، وأن يزيده
ما قسم اللَّه من نعمه دنوا من عباده وعطفاً على اخوانه، ألا وان لكم عندي الا
احتجز دونكم سراً إلّافي حرب ولا أطوي دونكم أمراً إلّافي حُكم، ولا أؤخر لكم حقاً
عن محله، ولا أقف به دون مقطعه، وأن تكونوا عندي في الحق سواء، فإذا فعلت ذلك وجبت
للَّهعليكم النعمة، ولي عليكم الطاعة، وألا تنكصوا عن دعوة، ولا تفرطوا في صلاح،
وأن تخوضوا الغمرات إلى الحق، فإن انتم لم تستقيموا لي على ذلك لم يكن أحد أهون
عليَّ ممن أعوج منكم، ثم أعظم له العقوبة ولا يجد عندي فيها رخصة، فخذوا هذه من
أمرائكم وأعطوهم من انفسكم ما يصلح اللَّه به أمركم. والسلام»[1].
وما
أروع ما كتبه عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة إذ