للَّه ما
استحفظك من حقه فيهم، واجعل لهم قسماً من بيت مالك، وقسماً من غلات صوافي الإسلام
في كل بلد، فان للاقصى منهم مثل الذي للأدنى، وكل قد استرعيت حقه، فلا يشغلنك عنهم
بطر، فانك لا تعذر بتضييعك التافه لاحكامك الكثير المهم، فلا تشخص همك عنهم ولا
تصعر خدك لهم، وتفقد أمور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون، وتحقره الرجال،
ففرغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع، فليرفع اليك أمورهم، ثم اعمل فيهم
بالاعذار إلى اللَّه يوم تلقاه، فان هؤلاء من بين الرعية احوج إلى الانصاف من
غيرهم. وكل فاعذر إلى اللَّه في تأدية حقه إليه»[1].
ويقول
في موضع آخر منه:
«واجعل
لذوي الحاجات منك قسماً، تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاماً، فتتواضع فيه
للَّهالذي خلقك، وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك، حتى يكلمك متكلمهم غير
متتعتع، فاني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يقول في غير موطن: (لن
تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع)»[2].
ويقول:
«وألزم
الحق من لزمه من القريب والبعيد، وكن في ذلك صابراً محتسباً، واقعاً ذلك من قرابتك
وخاصتك حيث وقع، وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه، فان مغبة ذلك محمودة»[3].
ويقول
عليه السلام وهو يتحدث في أمر البيعة:
«ايها
الناس أعينوني على انفسكم، وايم اللَّه لا نصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم
بخزامته حتى أورده منهل الحق، وان كان كارها»[4].