«قد
أخلص للَّه فاستخلصه فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه، قد الزم نفسه العدل، فكان
أول عدله نفي الهوى عن نفسه يصف الحق ويعمل به»[3].
وكلا
هذين العاملين علاجهما يكمن في الزهد الذي يعني في مدلوله الصحيح ما تتطلبه
العبودية الخالصة للَّهمن تحرر من كل ما عداه. أما اولئك الذين تركوا الزهد فقد
كان عليه السلام يصف لهم صفاتهم التي قد لا يشعرون بها لطغيان حب المادة عليهم، ثم
يدفعهم لنبذها والتحلي بالزهد وان لا تغرهم الدنيا المادية الرخيصة فيقول عليه
السلام
:
«ما بالكم تفرحون باليسير من الدنيا تدركونه ولا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه،
ويقلقكم اليسير من الدنيا يفوتكم حتى يتبين ذلك في وجوهكم، وقلة صبركم عما زوي
منها عنكم كأنها دار مقامكم»[4].
وكتب
إلى عامله سهل بن حنيف في شأن قوم من أهل البصرة لحقوا بمعاوية
«وانما
هم أهل دنيا مقبلون عليها مهطعون اليها وقد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه وعلموا
أن الناس عندنا في الحق أسوة فهربوا إلى الاثرة فبعداً لهم وسحقا»[5].