responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 10

انها مستطيعة خلق هذا النظام ولكنها باءت بالفشل الذريع لعوامل كثيرة- لا يسعها مجال الحديث- اهمها ان النظام يحتاج الى الاحاطة اولًا بكل العلائق والاحتياجات الداخلية والخارجية، والى الاحاطة ايضا بعوامل الاشباع المختلفة .. وفوق ذلك الى عملية خلق التوازن في الاشباع، وطرح الطريقة العادلة له ..

في حين لا يمكن للانسان- بعيدا عن هدى السماء- ان يخرج من اطاره الفردي فيطلع على جوانب نفسه العظيمة وما فيها من طاقات واحتياجات، وما تحتاج اليه من عمليات اشباع‌[1] .. فكيف يحيط بالعلائق الكونية المحيطة والعلائق البشرية المشتركة والخاصة. ليخرج من كل هذا وغيره بنظام اصلح يقيم التوازن، والتلاؤم المطلوب بين كل الاحتياجات ...؟

وشاءت العناية الالهية بلطفها ان يهدى الانسان الى نظم كاملة تلائم كل مرحلة من مراحل نمو الانسانية على وجه هذا المهد الدافئ .. الارض الحنون ..

فانقذهم من الضياع .. وحدد لهم موقفهم العام من الكون، ومن الحياة، ومن المجتمع ورسم لهم منهجهم العملي في كل سبيل ..

وكان لابد لهذه العملية من قادة مربين، وكان الانبياء- اولئك القادة-.

كانوا اناسا على مستوى الهدف يمتلكون طاقات تنعدم عند الآخرين وكان ذلك ضروريا انطلاقا من قاعدة- تغافل او غفل عنها الكثير ممن يدعون القيادة الاجتماعية، وهم خلو من مؤهلات التربية- هي ان المؤثر لابد ان يمتلك طاقة وقوة اكبر حتى يستطيع التأثير وكان هذا- بالاضافة لغيره- من بواعث العصمة التي امتاز بها الانبياء وأوصياؤهم باعتبارهم القائمين والمنفذين الاوائل لتلك‌


[1] - راجع كتاب( الانسان ذلك المجهول) لكارلل.

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست