معه في
وفودهم على يزيد، فأعطى كلّ واحد منهم عشرة آلاف درهم وأعطى أباه مائة ألف، فلمّا
عاد وسأله الناس ما وراءك؟ قال لهم: أتيتكم من عند رجل لو لم أجد إلا بنيّ هؤلاء
لجاهدته بهم! فقالوا: فقد بلغنا أنّه أكرمك وأعطاك! قال: أجل قد فعل ولكنّي ما
قبلت ذلك منه إلا أن أتقوّى به عليه[1]. فلمّا
بايعوه للخروج على يزيد قال لهم: واللّه ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نرمى
بالحجارة من السماء! إنّه رجل ينكح أمهات الأولاد (أي أمّهات أولاد أبيه!)
والأخوات والبنات! ويشرب الخمر حتّى يدع الصلاة[2].
وكان
ابن زياد لمّا قتل الحسين (ع) قالت له أمّه مرجانة: ويلك ماذا ركبت وماذا صنعت!
فلمّا كتب يزيد إليه أن يغزو مكّة أبى عليه وقال: لا أجمعهما للفاسق أبداً! أقتل
ابن بنت رسول اللّه وأغزو البيت[3]! ولعلّه
كان قد بلغه إلقاء يزيد عليه قتله (ع).
وتأهّب
أهل المدينة لإخراج الأمويّين منها، وبلغهم ذلك فاجتمعوا إلى مروان بن الحكم
وقالوا له: يا أبا عبد الملك! ما الرأي؟ فقال لهم: إنّما الخوف على الحريم فمن
يقدر منكم أن يغيّب حريمه فليفعل! وبلغه أنّ عبد اللّه بن عمر يريد الخروج إلى
مكّة ليغيب عن أمرهم هذا، فأتاه وقال له: احبّ أن أوجّه عيالي معك، وهي عائشة بنت
عثمان بن عفّان. فقال: إنّي لا أقدر على مصاحبة النساء!
قال:
فاجعلهم مع حرمك في منزلك! قال: فلا آمن أن يدخل على حريمي لمكانكم معهم[4]!