وطمع
يزيد بعد اليأس من ابن عبّاس في محمّد بن الحنفيّة، وكان بالمدينة، فكتب إليه:
أمّا
بعد، فإنّي أسأل اللّه لي ولك عملًا صالحاً يرضى به عنّا! فإنّي ما أعرف اليوم في
بني هاشم رجلًا هوأرجح منك علماً وحلماً! ولا أحضر منك فهماً وحكماً، ولا أبعد منك
عن كلّ سفه ودنس وطيش! وليس من يتخلّق بالخير تخلّقا وينتحل بالخير تنحّلا كمن
جبله اللّه على الخير جبلا، وقد عرفنا ذلك كلّه منك قديماً وحديثاً شاهداً
وغائباً.
غير
أنّي قد أحببت زيارتك والأخذ بالحظّ من رويتك! فإذا نظرت في كتابي هذا فأقبل إليّ
آمنا مطمئنا. أرشدك اللّه أمرك، وغفر لك ذنبك! والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته[1].
وكان
لابن الحنفيّة عشرة بنين[2] لم يحضر
أحد منهم مع عمّهم الحسين (ع)! سمّي أحدهم باسم جدّه لأمّه جعفر، والآخر عبد
اللّه. فلمّا جاءه الكتاب وقرأه استشارهما في ذلك.
فقال
له ابنه جعفر: يا أبة! إنّه قد طمأنك وألطفك في كتابه إليك! ولا أظنّه يكتب إلى
أحد من قريش بأن «أرشدك اللّه أمرك وغفر ذنبك» فأنا أرجو أن يكفّ اللّه شرّه عنك.