responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 49

وصاحب ملاه! فلمّا رأى (الحسين) سوء رأيك شخص إلى العراق ولم يبتغك ضرابا! وكان أمر اللّه قدراً مقدوراً.

ثمّ إنّك الكاتب إلى ابن مرجانة أن يستقبل حسيناً بالرجال، وأمرته بمعاجلته وترك مطاولته، والإلحاح عليه حتّى يقتله ومن معه من بني عبد المطلب: أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا! فنحن أولئك، لسنا كآبائك الأجلاف الجفاة الأكباد، الحمير.

ثمّ طَلبَ الحسين بن عليّ إليه (ابن مرجانة) الموادعة والرجعة، فاغتنمتم قلّة أنصاره واستئصال أهل بيته، فعدوتم عليهم، فقتلوهم كأنّما قتلوا أهل بيت من الترك والكفر!

فلا شي‌ء أعجب عندي من طلبك ودّي ونصري وقد قتلت بني أبي وسيفك يقطر من دمي، وأنت مأخذ ثأري، فإن يشأ اللّه لا يطلّ لديك دمي ولا تسبقني بثأري، وإن سبقتني به في الدنيا فقبلنا ما قتل النبيّون وآل النبيّين، وكان اللّه الموعد، وكفى به للمظلومين ناصراً ومن الظالمين منتقماً، فلا يعجبنّك إن ظفرت بنا اليوم فواللّه لنظفرنّ بك يوماً!

وأمّا ما ذكرت من وفائي وما زعمت من حقّي؛ فإن يك ذلك كذلك فقد واللّه بايعت أباك وإنّي لأعلم أنّ ابني عمّي (الحسنين) وجميع بني أبي أحقّ بهذا الأمر من أبيك! ولكنّكم- معاشر قريش- كاثرتمونا فاستأثرتم علينا سلطاننا ودفعتمونا عن حقّنا، فبُعداً لمن تحرّى ظلمنا واستغوى السفهاء علينا وتولّى الأمر دوننا، بُعداً لهم كما بعدت ثمود وقوم لوط وأصحاب مدين ومكذّبوا المرسلين.

ألا ومن أعجب العجب- وما عشت أراك الدهر العجيب- حملك بنات عبد المطلب وغلمة صغاراً من ولده إليك بالشام، كالسبي المجلوب! تري الناس أنّك قهرتنا وأنت تمنّ علينا! ولعمري لئن كنت تصبح وتمسي آمنا من جرح يدي إنّي لارجو أن يعظم جراحك بلساني ونقضي وإبرامي، فلا يستمرّ بك الجذل (الفرح) ولا يمهلك اللّه بعد قتلك عترة رسول اللّه إلا قليلًا حتّى يأخذك‌

نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست