ورأى
الحجّاج أنّ حجّة ابن الأشعث الكندي الكوفي في الكوفة أقوى من حجّة الحجّاج بها،
فسار إلى البصرة، وبلغ ذلك ابن الأشعث فسار إليه[1]
حتّى لقيه دون شوشتر بسبعة فراسخ[2] في دير من
ديار الأهواز يسمّى جنديشابور[3] وكان ذلك
يوم عيد النحر (الأضحى) (82 ه-) فالتقوا للقتال[4]
فقتل من أنصار الحجّاج ثمانية آلاف[5] فانكشف
الحجّاج راجعا حتّى دخل البصرة، وتبعه ابن الأشعث.
وكان
عامل الخراج للحجّاج على البصرة قادان فرّخ فارسيّا فأشار عليه قال: اخرج له عن
البصرة؛ فالبصريّون معه إذا شمّوا أولادهم ونساءهم قعدوا عنه!
فقبل
الحجّاج مشورته وخرج إلى ناحية طفّ البصرة، ودخلها ابن الأشعث فكان كما قال الفارسي:
قعد عنه عامّة من كان معه من أهل البصرة، حتّى سمع مناديه يناديهم: أين الذين
بايعوا بالرخج؟! وقعد ابن الأشعث على المنبر يتوعّد الذين يتخلّفون عنه توعّداً
شديداً!
ثمّ
خرج ابن الأشعث فلقي الحجّاج بالزاوية فاقتتلوا قتالًا شديدا[6]
ونزل ابن الأشعث بالخريبة وذلك في أوائل سنة (83 ه-) فأقاموا يقتتلون نحواً من
شهرين! ثمّ بدا لابن الأشعث أن يتغلّب على الكوفة فخرج إليها ليلا بشطر من أصحابه