وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ‌[1] لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كارِهُونَ‌[2][3].

إذن هذه أقوال أئمتنا عليهم السلام وعلماؤنا رضوان الله عليهم جلية واضحة في مدحهم للصحابة والثناء عليهم، ولكنهم لم يضفوا عليهم لباس العصمة والقداسة، نعم الصحبة هي فضيلة جليلة؛ ولكن هم كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وفيهم غير العدول. فلا نستطيع القول بعدالتهم جميعاً.

وهذا الرأي قد شاطرنا فيه جملة من علماء أهل السنة، فهالة القداسة قد التفتوا إليها وناقشوا فيها، كما يتضح ذلك من أقوالهم.

[1] - التوبة: 101.

[2] - التوبة: 48.

[3] - السيد شرف الدين: أجوبة مسائل جار الله، ص 15- 16. الناشر: مطبعة العرفان- صيدا.