responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 205

«وبعد هذا فما أعظم تجنّي بعض كتاب العصر، إذ يصف الشيعة بأنّهم جمعية سرّية هدّامة، أو طائفة ثورية ناقمة».

صحيح أنَّ من خلق المسلم المتبع لتعاليم آل البيت عليهم السلام بغض الظلم والظالمين والإنكماش عن أهل الجور والفسوق، والنظرة الى أعوانهم وانصارهم نظرة الإشمئزاز والاستنكار والاستيحاش والاستحقار، وما زال هذا الخُلُق متغلغلًا في نفوسهم يتوارثونه جيلًا بعد جيل، ولكن مع ذلك ليس من شيمتهم الغدر والختل، ولا من طريقتهم الثورة والإنتفاض على‌ السلطة الدينية السائدة بإسم الإسلام لا سراً ولا علناً، ولا يبيحون لأنفسهم الاغتيال أو الوقيعة بمسلم مهما كان مذهبه وطريقته، أخذاً بتعاليم أئمتهم عليهم السلام بل المسلم الذي يشهد الشهادتين مصون المال، محقون الدم، محرم العرض:

لا يحل مال امرئ مسلم إلّابطيب نفسه‌[1]

. بل‌

المسلم أخو المسلم‌[2].

أقول: وهكذا تجد العلاقة بين علماء الشيعة وأئمتهم في السلوك والعمل لخدمة الإسلام والمسلمين وإن كانوا على‌ طريقة مذهب الخلفاء ومدرستهم، وإنّما يقف الشيعة مع أئمتهم موقف الخصام والعناد مع الكفر والشرك والاستعمار ومن تبعهم من المسلمين الذين أصبحوا مطيّة لهم ومستحمرين من قبل الاستعمار، فإنَّ هذا هو الذل الذي لا يرضاه الإسلام لأتباعه، وقد قال تعالى‌ في كتابه الكريم: وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا[3].

وهكذا فقد وقفت الشيعة مع علمائها ضد إسرائيل مدافعة عن حقّ الشعب‌


[1] - الرواية هي هكذا« ... لا يحل دم امرئٍ مسلم ولا ماله إلّابطيبة نفس منه» وهي موثقة لوجود زرعة وسماعة الواقفيين. الوسائل: 3/ باب 3 من أبواب مكان المصلي ح 1 ويوجد سند آخر لهذه الرواية هو سند صحيح في نفس المصدر.

[2] - عقائد الإمامية: للحجة المظفر: 119 مطبعة أمير- قم- سنة 1408 ه ق.

[3] - النساء: 141.

نام کتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست