ايّها
الناس! هذا علىّ بن أبى طالب، كنز اللّه، اليوم و ما بعد اليوم، من احبّه و تولاه
اليوم و ما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه، و أدّى ما وجب عليه، و من عاداه
اليوم و ما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمى و أصمّ، لا حجة له عند اللّه.
ايّها
الناس! لا تأتونى غدا بالدنيا، تزفّونها زفّا، و يأتى أهل بيتى شعثاء غبراء،
مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، و بيعات الضلالة و الشورى للجهالة فى
رقابكم.
ألا
و إن هذا الأمر له اصحاب و آيات، قد سمّاهم اللّه فى كتابه، و عرّفتكم و بلّغتكم
ما ارسلت به اليكم، و لكنّى اراكم قوما تجهلون. لا ترجعنّ بعدى كفّارا مرتديّن،
متأوّلين للكتاب على غير معرفة، و تبتدعون السنّة بالهوى؛ لأنّ كل سنّة و حديث و
كلام خالف القرآن فهو ردّ و باطل.
القرآن
امام هدى، و له قائد يهدى اليه، و يدعو اليه بالحكمة و الموعظة الحسنة.
و
هو ولىّ الأمر بعدى، و وارث علمى و حكمتى، و سرّى و علانيتى، و ما ورّثه النبيّون
من قبلى، و أنا وارث و مورّث، فلا يكذبنّكم أنفسكم.
ايّها
الناس! اللّه اللّه فى اهل بيتى؛ فانّهم أركان الدين، و مصابيح الظلم، و معدن
العلم؛ علىّ أخى، و وارثى و وزيرى، و أمينى، و القائم بأمرى، و الموفى بعهدى على
سنّتى، اوّل الناس بى ايمانا، و آخرهم عهدا عند الموت، و أوسطهم لى لقاءا يوم
القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم ألا و من أمّ قوما امامة عمياء، و فى الأمة من هو
أعلم، فقد كفر.
ايّها
الناس! و من كانت له قبلى تبعة فيما أنا، و من كانت له عدة، فليات فيها علىّ