responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسائل و الرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة نویسنده : أحمد بن حنبل    جلد : 1  صفحه : 184

فاجتالتهم الشياطين عن دينهم»[1] الحديث. و قد رواه غيره فزاد فيه: «حنفاء مسلمين» و رجحه بعض المتأخرين بقوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ‌ لأنها إضافة مدح، و قد أمر نبيه بلزومها فعلم أنها الإسلام.

و قد قال أحمد: من مات أبواه و هما كافران حكم بإسلامه‌[2] و استدل بحديث الباب فدل على أنه فسر الفطرة بالإسلام. و تعقبه بعضهم بأن كان يلزم أن لا يصح استرقاقه. و لا يحكم بإسلامه إذا أسلم أحد أبويه. و الحق أن الحديث سيق لبيان ما هو فى نفس الأمر، لا لبيان الأحكام فى الدنيا. و حكى محمد بن نصر أن آخر قولى أحمد أن المراد بالفطرة الإسلام. قال ابن القيم: و قد جاء عن أحمد أجوبة كثيرة يحتج فيها بهذا الحديث على أن الطفل إنما يحكم بكفره بأبويه، فإذا لم يكن بين أبوين كافرين فهو مسلم. و روى أبو داود عن حماد ابن سلمة أنه قال: المراد أن ذلك حيث أخذ اللّه عليهم العهد حيث قال: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌[3] و نقله ابن عبد البر عن الأوزاعى و عن سحنون. و نقله أبو يعلى ابن الفراء فى إحدى الروايتين عن أحمد و هو ما حكاه الميمونى عنه و ذكره ابن بطة[4]. اه.

و الحاصل أن الراجح تفسير الفطرة بالإسلام و هو مذهب كثير من العلماء و هو إحدى الروايتين عن أحمد كما عند الميمونى. و الرواية الأخرى تفيد تفسيره لها بالشقاء و السعادة و هى المشهورة عنه.


[1] - أخرجه مسلم: 4/ 2197.

[2] - قال ابن تيمية معلقا على الحديث السابق:« إنى خلقت عبادى حنفاء ... و لهذا ذهب الإمام أحمد رضى اللّه عنه فى المشهور عنه إلى أن الطفل متى مات أحد أبويه الكافرين حكم بإسلامه لزوال الموجب للتغيير عن أصل الفطرة. و قد روى عنه و عن ابن المبارك، و عنهما: أنهم قالوا: يولد على ما فطر عليه من شقاوة و سعادة». و هذا القول لا ينافى الأول. فإن الطفل يولد سليما و قد علم اللّه أنه سيكفر فلا بد أن يصير إلى ما سبق له فى أم الكتاب كما تولد البهيمة جمعاء و قد علم اللّه أنها ستجدع. مجموع الفتاوى: 4/ 246، و انظر: الروايتين و الوجهين لأبى يعلى: 2/ 370 حيث ذكر الروايات عن أحمد فى من مات أبواه أو أحدهما و هما كافران هل نحكم بإسلامهم. و قد ذكر ابن تيمية و ابن حجر الرواية المشهورة.

[3] - سورة الأعراف/ 172.

[4] - فتح البارى: 3/ 348- 349 و قد ذكر أقوالا أخر. و راجع معالم السنن للخطابى مع سنن أبى داود/ 86- 88 و مسلم بشرح النووى: 16/ 208.

نام کتاب : المسائل و الرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة نویسنده : أحمد بن حنبل    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست