responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 223

و مضافا إلى ذلك نجد إبراهيم عليه السّلام يتخذ عدّة خطوات في تأسيس هذه الملّة الجديدة و تشخيص معالمها.

3- و كانت الخطوة الاولى- على ما يبدو من القرآن الكريم- لتأسيس هذه الملّة و الشريعة الجديدة هو: القرار بجعل منطقة مكّة التي كان قد أسكن إبراهيم فيها زوجه هاجر و ذريّته إسماعيل مثابة للناس و أمنا لهم يعبدون اللّه فيه، و يقيمون الصلاة للّه تعالى وحده، و يجتنبون فيه عبادة الأصنام التي كانت عبادة رائجة في كلّ مكان من العالم.

و كانت أرضية تنفيذ هذا القرار الإلهي مهيأة من ناحية أنّ هذه الأرض هي الأرض التي كان قد بنى فيها آدم، و اتخذ الملائكة بالأمر الإلهي مكانا فيه للعبادة.

و جاء إبراهيم ليحيي هذه السنة التاريخية، و هذا الأثر الإلهي العظيم‌[1].


[1] - ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام ما يؤكد هذا البعد التاريخي الذي أشار إليه القرآن الكريم و شرحه. البحار 12: 97- 100، عن تفسير القمي.« فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر اللّه إبراهيم أن يبني البيت، فقال: يا ربّ في أي بقعة؟ قال: في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم، فلم تزل القبة التي أنزلها اللّه على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان أيام نوح، فلمّا غرقت الدنيا رفع اللّه تلك القبة، و غرقت الدنيا إلّا موضع البيت، فسميت البيت العتيق؛ لأنّه اعتق من الغرق، فلمّا أمر اللّه- عزّ و جلّ- إبراهيم أن يبني البيت، و لم يدر في أي مكان يبنيه، فبعث اللّه جبرئيل( ع) فخط له موضع البيت، فأنزل اللّه عليه القواعد من الجنة، و كان الحجر الذي أنزله اللّه على آدم أشد بياضا من الثلج، فلمّا لمسته أيدي الكفار اسودّ، فبنى إبراهيم البيت، و نقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه إلى السماء تسعة أذرع؛ ثم دلّه على موضع الحجر، فاستخرجه إبراهيم، و وضعه في موضعه الذي هو فيه الأوّل، و جعل له بابين:

باب إلى المشرق، و باب إلى المغرب، و الباب الذي إلى المغرب يسمّى المستجار، ثم ألقى عليه الشجر و الاذخر، و علّقت هاجر على بابه كساء كان معها، و كانوا يكنون تحته ...».

نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست