لذلك لقرب
عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الامراء
باليد؛ لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وجد سواء»[1].
بين
الاقتدار والعدالة:
تترتب
على هاتين النظرتين سلسلتان من النتائج تختلفان عن بعضهما تماماً، وتختلف التجارب
التاريخية للشيعة والسنّة ووضعهما الحاضر بتأثير اختلاف النتائج أكثر من تأثير
اختلاف النظرة. ومن أهم نقاط الاختلاف: أن الجهد الثوري لدى أهل السنّة في المرحلة
الراهنة يتجه نحو طلب السلطة والقدرة، على عكسه عند الشيعة الذي يتجه نحو طلب
العدالة[2]، فأكبر
محرك لثوار الشيعة في العصر الحاضر هو الطموح لتحقيق العدالة التي أصبحت أهم خصيصة
للأيديولوجية الإسلامية السياسية للشيعة التي باتت تمثل مصدراً فياضاً للإلهام
والحركة.
بعبارة
أدق: إن الشيعة تطالب باستقرار نظام إسلامي على رأس اهتماماته تحقيق العدالة،
بينما يحوم هدف عامة الحركات الإسلامية عند أهل السنّة على تأسيس المركزية
الإسلامية القوية المقتدرة، ويتركز هدفها على تعزيز شوكة الإسلام والمسلمين على
شاكلة الفترة الاولى، ومثالها في ذلك خلفاء الصدر الأول الأقوياء. ويعتقد أهل
السنّة بأن الإسلام بالدرجة الاولى هو دين القدرة وتاريخه تاريخ الاقتدار، بينما
ينظر الشيعة وعلى الخصوص في العصر الراهن للإسلام بالدرجة الاولى بأنه دين العدالة
وتاريخه الصادق هو تاريخ العدالة.