responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 213

العقيدة في الصميم، فلقد كان يعلن في الناس أن الخلافة بينه وبين عليٍّ قد احتكما فيها إلى الله، وقضى الله له على عليّ، وكذلك حين أراد أن يطلب البيعة لابنه يزيد من أهل الحجاز أعلن أن اختيار يزيد للخلافة كان قضاءً من القضاء وليس للعباد خِيَرة في أمرهم، وهكذا كاد يستقر في أذهان المسلمين أن كل ما يأمر به الخليفة حتى لو كانت طاعة الله في خلافه قضاء من الله قد قدّر على العباد.

ولقد كان معاوية يعلن أثناء ولايته في عهد عثمان أن المال مال الله لا مال المسلمين ليحتجن هذه الأموال ويحتجزها لنفسه، كما كان يستند في إقامة ملكه إلى أيديولوجية مستمدة من نظرية التفويض الإلهي والحق الديني للملوك، وكان في ذلك تشويه، أي تشويه للسياسة الشرعية للمسلمين من حيث أراد أن يستغل الدين من أجل الملك ويخضع العقائد لأهواء الحاكم»[1].

وقد نجح إعلام معاوية وأخلافه لأسباب كثيرة يعود أكثرها إلى توفر الأرضية الاجتماعية والفكرية والخلفية التاريخية والبنية الروحية لُاناس ذلك العهد، وأصبح الناس ينظرون إلى الامور والأحداث ويقيمونها حسب ما يشتهي اولئك الحكام، ويمكن ملاحظة مثال واضح على هذه الطريقة من التفكير في رأي الحسن البصري بالحجاج بن يوسف، مع أنه (البصري) كان أكثر جرأة من فقهاء عصره ومحدّثيهم، حتى اعتبره المعتزلة منهم لأنه انتفض ضد الفكر الجبري الحاكم في زمانه، وكانت له مكاتبات مع عبد الملك والحجاج يردّ فيها على استشهادهما ببعض آيات القرآن الكريم لإثبات النظرية الجبرية[2]. وقد انتقد معاوية مراراً على‌


[1] - نظرية الإمامة: 334.

[2] - عن رأي المعتزلة في الحسن البصري واعتباره منهم انظر كتاب: باب ذكر المعتزلة لأحمد بن يحيى بن مرتضى: 12- 15، وعن رسائله لعبد الملك والحجاج راجع: نفسه: 12- 14، وكذلك: الامويون والخلافة: 36.

نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست