responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 156

لنلاحظ الآن: ما هي نتائج مثل هذا الاعتقاد؟ أي: ما هي نتائجه الاعتقادية والنفسية والاجتماعية والسياسية؟ نكتفي فيما يلي بذكر نتيجتين مهمتين فقط تحظيان بأهمية بالغة فيما يتعلق بهذا البحث.

العجز عن التحكيم الصريح:

قلنا: إنّ الصدر الأول حاز على منزلة دينية عند أهل السنّة، غير أن هذه الفترة كانت مشحونة بالصراعات والخلافات بين كبار الصحابة، إذ وقع السيف بين أكثر أفراد مجموعة العشرة المبشَّرة الذين لم يكن يُشك في علوِّ شأنهم الديني، فكيف يقف كل منهم بوجه الآخر ويهرق دمه في الوقت الذي يتبوَّأ مثل هذه المكانة الدينية السامية؟

المسألة تخرج هنا عن الإطار الشخصي إلى المعايير والضوابط، وما هو المعيار في كون المرء على حق أو على باطل؟ وما هو الحق والباطل؟ وأي سلوك حياتي ينهجه الإنسان؟ وأيّ موقف يتخذه لكي يكون على حق؟ وهل ينبغي مواجهة الباطل أو لا؟ وإذا كان نعم، فما هو الباطل، وما هو معيار تحديده؟

الحق أنهم لم يستطيعوا أن يتوصّلوا إلى جواب مقنع، فالتجؤوا إلى التبرير والتأويل الذي لو أردنا الخوض فيه لطال بنا المقام، إذ يكفي أن نعرف أن هذه المعضلة تركت بصماتها على التكوين النفسي والاعتقادي لأهل السنّة، بمعنى أنّه لمّا كان من المستحيل حلّ هذه المعضلة بلحاظ المبادئ التي يعتقد بها أهل السنّة فإنهم التزموا الصمت حيال الأمثلة المشابهة، بعبارة ثانية: أصبح الحلّ النهائي هو: لا جواب على المسألة، ولا ينبغي أن يبذل أي جهد لحلها، حتّى حرّم البعض أية محاولة في هذا الاتجاه! وأصبح المبدأ الحاكم هنا الوقوف عند هذا الحد والاكتفاء بالفضائل التي وردت دون الخوض في دراسة صحتها من سُقمها.

لكنّ التزام الصمت حيال هذه القضية أدّى بدوره إلى السكوت إزاء قضايا مشابهة، ومن هذه النقطة يمكن ملاحظة الآثار الناجمة عن هذا الصمت والإجمال‌

نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست