responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 66

الانقطاع والاضطرار:

ويتساءل المؤمنون: وأنّى لنا أن نحقّق حالة الاضطرار في نفوسنا وفي دعواتنا .. وهي حالة تكوينيّة واقعيّة، تحصل حيناً ولا تحصل أحياناً... وليس في كلّ حين يشعر الإنسان بالاضطرار في الدعاء، كما يشعر ركّاب الطائرة التي تتعرّض في أعماق الجوّ للخلل الفني؟

وللإجابة على هذا السؤال نقول:

إن كلّ الناس في كلّ حاجاتهم- بدون استثناء- في حالة الاضطرار إلى الله، غير أن وعي الاضطرار لا يتسنّى لكلّ أحد إلا نادراً.

فما من حاجة للإنسان إلا والإجابة فيها بيد الله تعالى، وحسب، والأسباب التي يسعى إليها الناس في قضاء حوائجهم كلّها من عند الله.. خاضعة لأمر الله، ولا تستجيب للإنسان إلا بإذن الله، فلو طلب الإنسان الرزق في السوق، ووجد أبواب الرزق أمامه مفتوحة في السوق، باباً باباً، فليس معنى ذلك أن أمامه مجموعة من الخيارات في ابتغاء الرزق.

فإن هذه الأبواب كلّها من خلق الله وخاضعة لسلطان الله، يملك الله تعالى ازِمَّتَها ويحكمها ويتحكّم فيها، ويقبضها ويبسطها، وكم من نشيط ذكي يذهب إلى السوق فتنغلق عليه أبواب الرزق، فلا يجد سبيلًا إلى الرزق، في عرض السوق وطوله.

وكم من ضعيف بليد يرزقه الله تعالى ويبسط له أبواب الرزق، وهذا هو معنى التوحيد في الرزق. يقول تعالى:

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها. [هود: 6].

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ. [الذاريات: 8].

قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ. [سبأ: 24].

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست