responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 65

ارتفاع خمسة وعشرين ألفَ قدم من الأرض، وأخذت تهتز كالسعفة في أعماق الجوّ، فلا يبقى خيار للمسافرين إلا اللجوء إلى الله تعالى ... فلو أن أهل الأرض جميعاً أرادوا أن ينقذوهم لم يستطيعوا إنقاذهم.

هذا هو معنى الاضطرار. يفقد الإنسان كلّ الخيارات إلا مسلكاً واحداً يضطر الإنسان إليه، ولا تبقى له مندوحة ولا سعة في الاختيار.

وهذه الحالة من الاضطرار عند اللجوء إلى الله تعالى في الدعاء هي التي تشير إليها أيّة سورة النمل في استجابة الدعاء أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62] .. فإن من يلجأ إلى الله، مضطراً، ولا يجد غير الله من يلجأ إليه، لا تفوته الإجابة البتة، إلا أن يكون في تأخير الإجابة أو تبديلها مصلحة يعرفها الله تعالى ولا يعرفها العبد[1].

وإذا أراد العبد أن يدعو الله تعالى في حاجة من حاجاته لدنياه أو آخرته، عليه أن يقبل على الله بالدعاء في حالة الاضطرار، ليشمله وعد الله تعالى بالاستجابة لدعائه في أيّة سورة النمل.

روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى ابن مريم (ع):

(ادعني دعاء الحزين الغريق، الذي ليس له مغيث. يا عيسى! سلني، ولا تسل غيري، فيحسن منك الدعاء ومنّي الإجابة)[2].

وفي مناجاة لأمير المؤمنين (ع): (إلهي لا تشبه مسألتي مسألة السائلين، لأن السائل إذا يُمنع امتنع، وأنا لا غناء بي عمّا سألتك)[3].


[1] - راجع كتاب الدعاء عند أهل البيت( عليهم السلام)، للمؤلف.

[2] - وسائل الشيعة 4/ 1174، ح 8958.

[3] - البلد الأمين: 316.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست