يكون بالوجوه و الاعتبار كما في التأديب
و الإهانة و غير ذلك، كما في اعتبار مطابقة العمل لقول الأعلم مثلا، فإنّ هذه
المطابقة ليست من العناوين المتّحدة مع الفعل في الخارج إلاّ اعتبارا» . 1
تقويم و تحقيق
إنّ الذاتي يقال على وجوه:
1. الذاتي في باب الايساغوجي، و هو
المحمول الذي هو مقوّم لذات الموضوع و ماهيته، سواء كان تمام الذات كالنوع، أو
جزءه كالجنس و الفصل، و لا شكّ أنّ الحسن و القبح ليسا ذاتيين للأفعال بهذا
المعنى، إذ أمارة الذاتي بهذا المعنى هي كون تصوّر الذات موقوفا على تصوّر الذاتي،
و من الواضح أنّ تصور فعل من الأفعال لا يتوقف على تصوّر عنواني الحسن و القبح، و
إلى هذا أشار الحكيم السبزواري بقوله: «و ليت شعري كيف يكونان ذاتيين للماهيات و
هي تعقل بدونهما، فإنّ الماهية من حيث هي ليست إلاّ هي» . 2
2. الذاتي في كتاب البرهان، و هو
المحمول الذي يحمل على الموضوع بلحاظ ذاته في مقابل المحمول الغريب، و عرّفوه بما
يؤخذ الموضوع أو أحد مقوّماته في حدّه. 3و قد احتمل السبزواري أن يكون هذا المعنى
هو المراد بالذاتي في باب الحسن و القبح، حيث قال: «و لعلّ مرادهم بالذاتي ما
يقابل الغريب كما هو المستعمل في قولهم: العرض الذاتي للموضوع ما يلحقه لذاته» ثمّ
ناقش فيه بقوله:
«و ليسا ذاتيّين بهذا المعنى أيضا كما
لا يخفى» . 4
3. المحمول الذي ينتزع من صميم الموضوع
و يحمل عليه و يقال عنه «الخارج المحمول» أو «المحمول من صميمه» في مقابل المحمول
بالضميمة،
[1] مطارح الأنظار، ص 244، و لاحظ أيضا
هداية المسترشدين، ص 440.