جميل"و إمّا شهادة الأكثر، و إمّا
شهادة العلماء، أو شهادة أكثرهم، أو الأفاضل منهم فيما لا يخالف فيه الجمهور.
و ليست الذّائعات من جهة ما هي هي ممّا
يقع التصديق بها من الفطرة، فإنّ ما كان من الذائعات ليس بأوّلي عقليّ» . 1
و قال أيضا: «و ربّما خصّصناها [الآراء
المحمودة]باسم الشّهرة، إذ لا عمدة لها إلاّ الشهرة، و هي آراء لو خلّي الإنسان و
عقله المجرّد، و وهمه، و حسّه لم يقض بها طاعة لعقله أو وهمه أو حسّه، مثل حكمنا
أنّ سلب مال الإنسان قبيح، و أنّ الكذب قبيح لا ينبغي أن يقدم عليه» . 2
و قال المحقّق الطوسي في شرح كلامه:
«كما أنّ المعتبر في الواجب قبولها [البديهيات السّت]كونها مطابقة لما عليه
الوجود، فالمعتبر في المشهورات كون الآراء عليها مطابقة» . 3
و قال المحقّق الأصفهاني: «المراد بأنّ
العدل يستحقّ عليه المدح، و الظلم يستحقّ عليه الذم، هو أنّهما كذلك عند العقلاء و
بحسب تطابق آرائهم، لا في نفس الامر» . 4
و هذا الرأي أيضا مختار الشيخ المظفر في
بحوثه في المنطق و أصول الفقه، فذكر ملخّص كلام الشيخ و المحقّق الطوسي و تسلّم
عليه.
و في مقابلهم ثلّة أخرى قالوا: إنّ
لقضايا الحسن و القبح جهتين: جهة الشهرة و تطابق الآراء عليها، وجهة الواقعية
النفس الأمرية الّتي قد تطابقها و قد لا تطابقها، و من هنا تنقسم إلى مشهورات
حقيقية و غيرها، فيصحّ وصفها بالمشهورة و الضروريّة معا قال الحكيم اللاهيجي:
«اعتبار المصلحة و المفسدة في الأحكام