و من المخالفين الشيخ محمد حسن المظفر
مؤلف «دلائل الصدق» حيث قال: «إدخال كلمة الثواب و العقاب في تعريفهما خطأ ظاهر» .
1
و قد يعلّل ذلك بأنّ التحسين و التقبيح
ممّا بحث عنه البراهمة الّذين لا يدينون بشريعة فضلا عن الاعتقاد بالثواب و العقاب
في الآخرة، فكيف يكون هذا ملاك البحث» . 2
يلاحظ عليه أوّلا: أنّ إنكار الشريعة
السماوية لا يستلزم إنكار عالم الآخرة و الثواب و العقاب الأخرويّين، إذ البراهمة
إنّما ينكرون الشريعة بتوهّم أنّ العقل يغني الإنسان عنها، و إن كانوا معتقدين
بوجود الصانع، و وجوب طاعته عقلا.
و ثانيا: قد تقدّم عن الحكيم اللاهيجي
أن لا تفاوت بين المدح و الذمّ عقلا و بين الثواب و العقاب شرعا، حسب اللّبّ و
الحقيقة، بل المدح و الذمّ إذا أضيفا إلى اللّه تعالى، يسمّيان ثوابا و عقابا.
و لكن هاهنا مشكلة أخرى، و هي أنّ
الثواب و العقاب الأخرويين بالنسبة إلى اللّه سبحانه غير معقول، مع أنّ المقصود
الأصلي بالبحث في مسألة الحسن و القبح في علم الكلام هو أفعاله تعالى، نعم لا بأس
بإدخال الثواب و العقاب في عنوان البحث فيما يتعلّق بأفعال الإنسان كالبحوث
الأخلاقية و الفقهية و نحو ذلك، أشار إلى هذه النكتة الفاضل القوشجي حيث قال: و إن
أريد به ما يشمل أفعال اللّه تعالى اكتفى بتعلّق المدح و الذم و ترك الثواب و
العقاب» . 3
[1] دلائل الصدق، ج 11، ص 363، مكتبة
النجاح، طهران.
[2] الإلهيات على هدى الكتاب و السنّة و
العقل، ج 1، ص 235.