الأخرى كما في الكامل في العلم فقط،
كأنّه لا عقل عملي فيه سيما الكسبي منه، و كما في الكامل في العمل فقط، كأنّه لا
عقل نظري فيه سيما الكسبي منه» . 1
و هناك قول آخر و هو أن لا تفاوت في
ناحية المدرك (باسم الفاعل) أصلا، و إنّما التفاوت في جانب المدرك (باسم المفعول)
قال المحقّق الأصفهاني: «تفاوت العقل النظري مع العقل العملي بتفاوت المدركات من
حيث إنّ المدرك ممّا ينبغي أن يعلم، أو ممّا ينبغي أن يؤتى به أو لا يؤتى به» 2و
تبعه في ذلك تلميذه المحقّق المظفر. 3
العقل العملي مبدأ إدراك أو تحريك؟
الذي يستفاد من كلمات الفارابي هو أنّ
العقل العملي قوّة مدركة تدرك بها النفس ما يرجع إلى العمل، فقد عرفت كلامه آنفا
في «فصول منتزعة» ، و قال في موضع آخر منه: «العقل العملي هو قوة بها يحصل للإنسان
عن كثرة تجارب الأمور و عن طول مشاهدة الأشياء المحسوسة، مقدمات يمكنه بها الوقوف
على ما ينبغي أن يؤثر أو يجتنب في شيء من الأمور التي فعلها إلينا، و هذه المقدمات
بعضها كلّية، و بعضها مفردات و جزئية» . 4
و هذا أيضا صريح كلام الشيخ في الإشارات
حيث قال: «و هي التي تستنبط الواجب فيما يجب أن يفعل في الأمور الإنشائية جزئية
ليتوصل به إلى أغراض اختيارية من مقدمات أوّلية و ذائعة و تجربية، و باستعانة
بالعقل النظري في
[1] شرح المنظومة، مبحث النفس، غرر في
العقل النظري و العقل العملي، التعليقة.