فيما يلي نماذج من عبارات المتكلّمين في
هذا المجال:
قال أبو إسحاق النوبختي: «هو تعالى
بالتمكين ضامن للانتصاف، كدفعي سيفا إلى شخص ليقتل به كافرا، فيقتل به مؤمنا» . 1
و قال السيد المرتضى: «إنّه تعالى
بالتمكين من المضار متضمّن للانتصاف فيما يقع منها على سبيل الظلم» . 2
و قال العلاّمة الحلّي: «إذا مكّن اللّه
تعالى الظالم حتى فعله مع قدرته على منعه بالجبر فلا بدّ من عوض و لا يجب عليه
تعالى، نعم انّه يجب عليه الانتصاف لتمكينه و قدرته على المنع بالقهر فانّه لو لا
ذلك لما حسن منه التمكين» . 3
و قال الفاضل المقداد: «العوض إمّا
مستحقّ عليه تعالى، فيجب عليه إيصاله إلى مستحقّه و إلاّ لكان ظالما، تعالى اللّه
عنه، و العلم بذلك ضروري، و إمّا مستحقّ على العبد، فيجب عليه تعالى الانتصاف
للمظلوم من الظالم، لأنّه لمّا مكّنه من الظلم بإعطاء القدرة و لم يمنعه بالجبر،
وجب عليه الانتصاف» . 4
و قال المحقّق البحراني: «أمّا الأعواض
في أفعالنا فلأنّ السلطان إذا لم ينتصف للمظلوم من الظالم ذمّه العقلاء و عدّوه
جائرا و ذلك على اللّه محال، فوجب في حكمته الانتصاف و أخذ العوض» . 5
و تدلّ على الانتصاف طائفة من الآيات و
الروايات، فمن الآيات، قوله تعالى: إِنّٰا مِنَ اَلْمُجْرِمِينَ
مُنْتَقِمُونَ (السجدة/22 و قوله تعالى: يَوْمَ نَبْطِشُ اَلْبَطْشَةَ
اَلْكُبْرىٰ إِنّٰا مُنْتَقِمُونَ (الدخان/16 .