قال المحقّق الطوسي: «و نفي الغرض
يستلزم العبث و لا يلزم عوده إليه» 1هذه العبارة مع إيجازها ناظرة إلى مطلبين:
الأوّل: البرهان على أنّ أفعاله تعالى
معلّلة بالغايات، و ذلك بأنّ الفعل الخالي عن الغرض و الغاية 2يعدّ عبثا، و اللّه
سبحانه منزّه عن العبث. فلأفعاله أغراض و غايات.
الثاني: الإجابة عن إشكال الأشاعرة و هو
أنّه لو كان فعله تعالى لغرض لكان ناقصا لذاته مستكملا بتحصيل ذلك الغرض، لأنّه لا
يصلح غرضا للفاعل إلاّ ما هو أصلح من عدمه و هو معنى الكمال.
و الجواب: أنّ الغرض لا يجب أن يعود
إليه تعالى، فلا يلزم الاستكمال.
و ناقش فيه صاحب المواقف بقوله: «نفع
غيره إن كان أولى بالنسبة إليه تعالى من عدمه جاء الإلزام و إلاّ لم يصلح أن يكون
غرضا له، كيف و إنّا نعلم أنّ خلود أهل النار في النار من فعل اللّه و لا نفع فيه
لهم و لا لغيرهم ضرورة» 3و هذا الكلام أخذه عن الشيخ في الإشارات. 4