قد أقيمت على عدله تعالى و حكمته وجوه
من البراهين، نبحث عن ثلاثة منها:
1. وجوب الوجود مستلزم للعدل و الحكمة
دلّت البراهين العقلية على أنّ اللّه
سبحانه هو الواجب الوجود بالذات، و الوجوب بالذات وصف منتزع من حاقّ وجود الواجب
كاشف عن كون وجوده بحتا و في غاية الشدّة، غير مشتمل على جهة عدمية، فما من كمال
وجوديّ إلاّ و هو واجد له بالذات، و إذ كان العدل و الحكمة من صفات الكمال، فهو
سبحانه عادل حكيم من غير فرق بين التكوين و التشريع، و الدنيا و الآخرة. قال
المحقّق الطوسي: «وجوب الوجود يدلّ على سرمديته و نفي الزائد و الشريك و المثل. .
و على ثبوت الجود و الحكمة» . 1
2. الاستغناء و العلم يدلاّن على انتفاء
القبح
قد تقدّم أنّ العدل و الحكمة من صفات
الفعل، فحينئذ نقول:
الف. لا ريب أنّ الفعل بالنظر إلى ذاته
ممكن و بالنظر إلى علّته واجب.