ذكروا للعدل معاني أو إطلاقات مختلفة
كالقصد في الأمور، و التعادل و التساوي، و الاستواء و الاستقامة، و الأمر المتوسط
بين طرفي الإفراط و التفريط. 1
لكنّها ليست إلاّ مصاديق لمعنى واحد و
هو: جعل كلّ شيء في موضعه المناسب له، بأن يستوفي حظّه من الوجود و الحقيقة و لا
يزاحم حظّ غيره من الأشياء» و هذا ما روي عن الإمام علي عليه السّلام في تعريف
العدل حيث قال: «العدل يضع الأمور مواضعها» 2و هذا أيضا ما أراده الحكيم السبزواري
بقوله: «وضع كلّ شيء في موضعه و إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه» 3و أوضحه العلاّمة
الطباطبائي بقوله:
«حقيقة العدل هي إقامة المساواة و
الموازنة بين الأمور بأن يعطي كلّ من السهم ما ينبغي أن يعطاه فيتساوى في أنّ كلا
منها واقع موضعه الذي يستحقّه، فالعدل في الاعتقاد أن يؤمن بما هو الحقّ، و العدل
في فعل الإنسان في نفسه أن يفعل ما فيه سعادته و يتحرّز ممّا فيه شقاؤه باتّباع
هوى النفس، و العدل في الناس و بينهم أن يوضع كلّ موضعه الذي يستحقّه في العقل أو
في الشرع أو في العرف فيثاب المحسن بإحسانه، و يعاقب المسيء على إساءته، و ينتصف
للمظلوم من الظالم و لا يبعض في إقامة القانون و لا يستثنى» .
[1] لاحظ: المصباح المنير، ج 1، ص
51،52، أقرب الموارد، ج 12، ص 753، المفردات للراغب، ص 325 و غيرها من المعاجم.