responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 99

من خاصيّته إضاءة ما حوله و اهتداء الخلق به في الظلمة و كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله قد أضاء قلوب العالم بأنوار الوحي و الرسالة حتّى اهتدى الخلق به في ظلمة الجهالة لا جرم حسنت استعارة لفظ السراج،و هو استعارة لفظ المحسوس للمعقول على سبيل الكناية عن كونه هاديا للخلق و مرشدا لهم إلى الطريق الحقّ .الرابع كونه منتجبا و مختارا من طينة الكرم،و طينة الكرم كناية عن أصله،و الكرم حقيقة في السخاء و مجاز في مطلق الشرف،و المراد أنّ اللّه سبحانه اصطفاه من أصل هو محلّ الكرم و الشرف.الخامس كونه سلالة المجد الأقدم و إضافة سلالة إلى المجد إمّا على تقدير حذف المضاف الأصليّ حتّى يكون التقدير سلالة أهل المجد الأقدم و إمّا أن يكون قد استعار لفظ المجد لأصله عليه السّلام فكأنّه خيّل أنّ الأصل كلّه مجد فاعطاه لفظة المجد و أضاف إليه بعد الاستعارة ثمّ وصف المجد بكونه أقدم لزيادته في الفضل على المحدث بل على القديم .السادس كونه مغرس الفخار المعرق ،و قد استعار لفظ المغرس الّذي هو حنيفة في الأرض لطبيعته و جبلته استعارة على وجه الكناية عن شرفه و كماله و وجه المشابهة أنّ طبيعته عليه السّلام لظهور الفخار عنها كما أنّ الأرض الحرة محلّ لظهور النبات الطيب الحسن عنها،و وصفه بكونه معرقا لزيادته على ما ليس كذلك و هذا من قبيل ترشيح الاستعارة فإنّه لمّا جعل للفخار مغرسا جعل له عرقا.السابع كونه فرع العلاء المثمر المورق لما استعار لفظ الفرع الّذي هو حقيقة في أغصان الشجرة المتفرّعه عن أصلها له عليه السّلام من جهة ما هو فرع في الوجود عن آبائهم أهل العلوّ و الشرف أتى بما هو من كمال الفروع و هو كونه مثمرا مورقا و هو ترشيح للاستعارة أيضا فإنّ الغصن الخالي عن الثمر و الورق أو عن أحدهما ناقص الكمال و الحسن و هى استعارة على سبيل الكناية عن شرفه بالنظر إلى شرف أصله و إضافة الفرع هاهنا إلى العلا كإضافة لفظ السلالة إلى المجد فالكلام فيهما واحد،و أمّا بيان صدق الأوصاف الأربعة الأخيرة فمن وجوه.الأوّل ما روي عنه صلى اللّه عليه و آله أنّه قال:لم يزل اللّه تعالى ينقلني من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات لم يدنسني بدنس الجاهليّة و كفى بذلك شرفا و كرما.الثاني أنّه صلى اللّه عليه و آله من ولد إسماعيل و إبراهيم عليهما السلام و كرمهما مشهور قال وهب:و كان إبراهيم عليه السّلام أوّل من أضاف الضيف و أوّل من ثرد الثريد و أطعمه المساكين.الثالث نسبه صلى اللّه عليه و آله من قريش و شرف قريش في العرب

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست