responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 303

جَهْلاً أَلاَّ يَعْرِفَ قَدْرَهُ- لاَ يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ- وَ لاَ يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ- فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ «وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ» - وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ- وَ لاَ يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلاَّ رَبَّهُ وَ لاَ يَلُمْ لاَئِمٌ إِلاَّ نَفْسَهُ أقول:قد عرفت كون هذا الفصل من الخطبة الّتي ذكرناها،

[اللغة]

و الجادّة معظم الطريق ، و الصفحة الجانب ،و السنخ الأصل ،و ذات البين حقيقته ،و الخيبة عدم حصول المطلوب .

[المعنى ]

و اعلم أنّ تقدير القضيّة الاولى أنّ من كانت النار و الجنّة أمامه فقد جعل له بهما شغل يكفيه عن كلّ ما عداه فيجب عليه أن لا يشتغل إلاّ به،و أشار بذلك الشغل إلى ما يكون وسيلة إلي الفوز بالجنّة و النجاة من النار ممّا نطقت به الكتب المنزلة و حثّ على لزومه الرسل،و أشار بكون الجنّة و النار أمامه إلى أحد أمرين:أحدهما أن يكون المراد كون الجنّة و النار ملاحظتين له متذكّرا لهما مدّة وقته فهما أمامه و نصب خياله و من كان كذلك فهو في شغل بهما عن غيرهما.الثاني أن يكون كونهما أمامه أي أنّه لمّا كان الإنسان من مبدء عمره إلى منتهاه مسافرا إلى اللّه تعالى فهو في انقطاع سفره لا بدّ و أن ينتهى إمّا إلى الجنّة أو إلى النار فكانتا أمامه في ذلك السفر و غايتين يؤمّهما الإنسان و ينتهي إليهما و من كان أبدا في السفر إلى غاية معيّنة فكيف يليق به أن يشتغل بغير مهمّات تلك الغاية و الوسيلة إليهما،و إنّما قال شغل بالبناء للمفعول لأنّ المقصود هاهنا ليس إلاّ ذكر الشغل أو لأنّه لمّا كان الشاغل هو اللّه تعالى بإيجاد الجنّة و النار و الترغيب في إحداهما و الترهيب من الاخرى كان ترك ذكره للتعظيم و الإجلال أو لظهوره ثمّ أنّه لمّا نبّه على وجوب الاشتغال بالجنّة و النار عن غيرهما قسّم الناس بالنسبة إلى ذلك الاشتغال إلى ثلاثة أقسام و ذلك قوله ساع سريع نجا،و طالب بطىء رجا،و مقصّر في النار هوى، و وجه الحصر في هذه القسمة أنّ الناس بعد الأنبياء عليهم السّلام إما طالبون للّه أو تاركون و الطالبون إمّا بغاية جدّهم و اجتهادهم و بذل وسعهم و طاقتهم في الوصول إلى رضوانه أو بالبطؤ و التأنّي فهذه ثلاثة

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست