responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 301

أقسم أنّه لم يكتم أثرا سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في هذا المعنى و كلمة ممّا يتعيّن عليه أن يبوح به و أنّه لم يكذب قط،و هذا القسم شهادة لما قبله من الإخبار بما سيكرن أنّه كان قال ،و توطية لما بعده أنّه كما هو ذلك قوله، و لقد نبّئت بهذا المقام أي مقام بيعة الخلق له و هذا اليوم أي يوم اجتماعهم عليه و كلّ ذلك تنفير لهم عن الباطل إلى الحقّ و تثبيت لهم على اتّباعه ثمّ لمّا أمرهم بالتقوى و أنبأهم بما سيكون عاقبة أمرهم في لزومهم لبلّيتهم و تورّطهم في الشبهات أردف ذلك بالتنفير عن الخطايا و الترغيب في التقوى بالتنبيه على ما يقود إليه كلّ منهما . استعارة قوله ألا و إنّ الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها و خلعت لجمها فتقحّمت بهم في النار .استعمال لفظ الخيل للخطايا ثمّ وصفها بالوصف المنفر و هو الشموس و الهيئة المانعة لذي العقل من ركوبها و هي كونها مع شموسها مخلوعة اللجم،و وجه الاستعارة ظاهر فإنّ الفرس الشموس الّتي خلع لجامها لمّا كانت تتقحّم براكبها المهالك و تجري به على غير نظام فكذلك راكب الخطيئة لمّا جرى به ركوبها على غير نظام الشريعة و خلع بذلك لجام الأوامر الشرعية و حدود الدين لا جرم كانت غايته من ركوبه لها أن يتقحّم أعظم موارد الهلاك و هي نار جهنّم و ذلك من لطيف الاستعارة ،قوله ألا و إنّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها و اعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة استعار أيضا لفظ المطايا بالوصف الحسن الموجب للميل إليها و هو كونها ذللا،و بالهيئة الّتي ينبغي للراكب و هو أخذ الزمام و أشار بالأزمّة إلى حدود الشريعة الّتي يلزمها صاحب التقوى و لا يتجاوزها،و لمّا كانت المطيّة الذلول من شأنها أن تتحرّك براكبها على وفق النظام الّذي ينبغي و لا يتجاوز الطريق المستقيم بل يصرفها بزمامها و تسير به على تؤودة فيصل بها إلى المقاصد كذلك التقوى فسهولة طريق السالك إلى اللّه بالتقوى و راحته عن جموح الهوى به في موارد الهلكة يشبه ذلّه المطيّة، و حدود اللّه الّتي بها يملك التقوى و يستقر عليه يشبه أزمّة المطايا الّتي بها تملك و كون التقوى موصلا لصاحبه بسلامة إلى السعادة الأبديّة الّتي هي أسنى المطالب يشبهه غاية سير المطيّ الذلول براكبها،و الاستعارة في الموضعين استعارة لفظ المحسوس للمعقول ثمّ لمّا بيّن أنّ هاهنا طريقين مركوبين مسلوكين طريق الخطايا و طريق التقوى ذكر بعده أنّهما حقّ و باطل فكأنّه قال و هما حقّ و هو التقوى و باطل و هو الخطايا ،ثمّ قال و لكلّ أهل

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست