responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 232

القلوب فإن اجتمعت همّهم و تجرّدت للضراعة نفوسهم،و ارتفعت إلى اللّه أيديهم و امتدّت إليه أعناقهم يرمقون بأبصارهم جهة الرحمة طالبين لها فلا تظنّن أنّه يخيّب سعيهم من رحمة تغمرهم و يلوح لك من اجتماعهم الامم بعرفات و الاستظهار بمجاورة الأبدال و الأوتاد المجتمعين من أقطار البلاد و هو السرّ الأعظم من الحجّ و مقاصده فلا طريق إلى استنزال رحمة اللّه و استدرارها أعظم من اجتماع الهمم و تعاون القلوب في وقت واحد على صعيد واحد،و أمّا رمي الجمار.فليقصد به الانقياد لأمر اللّه و إظهار الرقّ و العبودية ثمّ ليقصد به التشبّه بإبراهيم عليه السّلام حيث عرض له إبليس في ذلك الموضع ليدخل على حجّه شبهة أو يفتنه بمعصية فأمره اللّه تعالى أن يرميه بالحجارة طردا له و قطعا لأمله فإن خطر له أنّ الشيطان عرض لإبراهيم عليه السّلام و لم يعرض له فليعلم أنّ هذا الخاطر من الشيطان و هو الّذي ألقاه على قلبه ليخيّل إليه أنّه لا فائدة في الرمي،و أنّه يشبه اللعب و ليطرده عن نفسه بالجدّ و التشمير في الرمي فيه يرغم فيه برغم أنف الشيطان فإنّه و إن كان في الظاهر رميا للعقبة بالحصى فهو في الحقيقة رمي لوجه إبليس و قصم لظهره إذ لا يحصل إرغام أنفه إلاّ بامتثال أمر اللّه تعظيما لمجرد الأمر، و أمّا ذبح الهدى.فليعلم أنّه تقرب إلى اللّه تعالى بحكم الامتثال فليكمل الهدى و أجزاه و ليرج أن يعتق اللّه بكلّ جزء منه جزءا من النار.هكذا ورد الوعد فكلّما كان الهدى أكثر و أوفر كان الفداء به من النار أتمّ و أعمّ و هو يشبه التقرب إلى الملك بالذبح له و إتمام الضيافة و القرى و الغاية منه تذكّر المعبود الأوّل سبحانه عند النيّة في الذبح و اعتقاد أنّه متقرب به بأجزائه إلى اللّه فهذه هي الإشارة إلى أسرار الحجّ و أعماله الباطنة. إذا عرفت ذلك فلنرجع إلى المتن .

قوله و فرض عليكم حجّ بيته الحرام إشارة.إلى وجوب الحجّ على الخلق و هو معلوم بالضرورة من الدين و وصفه بالحرام لأنّه يحرم على الخلق أن يفعلوا فيه ما لا ينبغي من مناهي الشرع،و قوله الّذي جعله قبلة للأنام مستنده قوله تعالى «فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضٰاهٰا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ وَ حَيْثُ مٰا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» 1استعارة و قوله يردونه ورود الأنعام مبالغة في تشبيه ورود الخلق البيت بورود الأنعام،و وجه الشبه أنّ الخلق يردّون البيت

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست