responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 231

حجر لا تضرّ و لا تنفع و لو لا أنّي رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقبّلك لما قبّلتك فقال له عليّ عليه السّلام مه يا عمر بل يضرّ و ينفع فإنّ اللّه سبحانه لمّا أخذ الميثاق على بني آدم حيث يقول« «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ» » 1الآية ألقمه هذا الحجر ليكون شاهدا عليهم بأداء أمانتهم و ذلك معنى قول الإنسان عند استلامه أمانتي أدّيتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي عند ربّك بالموافاة،و أمّا التعلّق بأستار الكعبة و الالتصاق بالملتزم.فليستحضر فيه طلب القرب حبّا للّه و شوقا إلى لقائه تبرّكا بالمماسّة و رجاء للتحصّن من النار في كلّ جزء من البيت و لتكن النيّة في التعلّق بالستر الالحاح في طلب الراحة (الرحمة)و توجيه الذهن إلى الواحد الحقّ،و سؤال الأمان من عذابه كالمذنب المتعلّق بأذيال من عصاه المتضرّع إليه في عفوه عنه المعترف له بأنّه لا ملجاء إلاّ إليه و لا مفزع له إلاّ عفوه و كرمه،و أنّه لا يفارق ذيله إلاّ بالعفو و بذل الطاعة في المستقبل،و أمّا السعي بين الصفا و المروة في فناء البيت فمثال التردّد العبد بفناء دار الملك جائيا و ذاهبا مرّة بعد اخرى إظهارا للخلوص في الخدمة و رجاء لملاحظته بعين الرحمة كالّذي دخل على الملك و خرج و هو لا يدري ما الّذي يقضي الملك في حقّه من قبول أوردّ فيكون تردّده رجاء أن يرحمه في الثانية إن لم يكن رحمه في الاولى،و ليتذّكر عند تردّده بين الصفا و المروة تردّده بين كفتّي الميزان في عرصة القيامة و ليمثّل الصفا بكفّه الحسنات و المروة بكفّه السيّئات و ليتذكّر تردّده بين الكفّتين ملاحظا للرجحان و النقصان متردّدا بين العذاب و الغفران، و أما الوقوف بعرفه.فليتذكّر بما يرى من ازدحام الناس و ارتفاع الأصوات و اختلاف اللغات و اتّباع الفرق أئمتّهم في التردّدات على المشاعر اقتفاء لهم و سيرا بسيرتهم عرصات القيامة و اجتماع الامم مع الأنبياء و الأئمّة و اقتفاء كلّ امّة أثر نبيّها و طمعهم في شفاعتهم و تجرّهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرّد و القبول،و إذا تذكّر ذلك فيلزم قلبه الضراعة و الابتهال إلى اللّه أن يحشره في زمرة الفائزين المرحومين،و لكن رجاؤه أغلب فإنّ الموقف شريف و الرحمة إنّما تصل من حضرة الجلال إلى كافّة الخلائق بواسطة النفوس الكاملة من أوتاد الأرض و لا يخلو الموقف عن طائفة من الأبدال و الأوتاد و طوائف من الصالحين و أرباب

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست