responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 177

فارحمنى إنّك أرحم الراحمين «لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ» و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فتب علىّ «إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ» .الخامس قوله عايشة:لمّا أراد اللّه تعالى أن يتوب على آدم طاف بالبيت سبعا و البيت حينئذ ربوة حمراء فلمّا صلّى ركعتين استقبل القبلة(البيت)و قال:

اللهمّ إنّك تعلم سرّي و علانيتي فاقبل معذرتي،و تعلم حاجتي فاعطني سؤلي،و تعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي اللهمّ إنّي أسئلك إيمانا تباشر به قلبي،و يقينا صادقا حتّى أعلم أنّه لن يصيبني إلاّ ما كتبت لي و رضّني بما قسمت لي،فأوحى اللّه تعالى إليه يا آدم قد غفرت لك ذنبك و لن يأتيني أحد من ذرّيتك فيدعوني بمثل ما دعوتني به إلاّ قد غفرت ذنوبه و كشفت همومه و نزعت الفقر من بين عينيه و جاءته الدنيا و هو لا يريدها.

البحث التاسع-في حقيقة التوبة

قال الإمام الغزّالي:التوبة عبارة عن معنى مركّب من ثلاثة امور مترتّبة علم ثمّ حال ثمّ ترك،أمّا العلم فأن يعلم العبد ضرر الذنوب و كونه حجابا بينه و بين اللّه تعالى و قيدا يمنعه من دخول الجنّة فإذا علم ذلك بيقين غالب على قلبه فإنّ ذلك يوجب له تألّما نفسانيّا بسبب فوات الخير العظيم المطلوب لكلّ عاقل فيسمّى تأمّله بسبب فعله المفوّت لمحبوبه و مطلوبه ندما فإذا غلب هذا الألم على القلب أوجب له القصد إلى أمرين:أحدهما ترك الذنوب الّتي كان ملابسا لها أوّلا،و الثاني العزم على ترك الذنب المفوّت لمطلوبه في المستقبل إلى آخر العمر فهذه حقيقتها،و ينشأ من ذلك تلافي ما فات بالجبر و القضاء و إن كان قابلا للجبر،و العلم هو الأصل في إظهار هذه الخيرات فإنّ القلب إذا أيقن بأنّ الذنوب كالسموم المهلكة و الحجب الحائلة بينه و بين محبوبه فلا بدّ أن يتمّ نور ذلك اليقين فتشتعل فيه نيران الندم فيتألّم به القلب و حينئذ ينبعث من تلك النار طلب الانتهاض للتدارك فالعلم و الندم و القصد المتعلّق بالترك في الحال و الاستقبال و التلافي للماضي ثلاثة معان مترتّبة يطلق اسم التوبة على مجموعها،و ربّما اطلق اسم التوبة على الندم وحده و جعل العلم كالباعث و الترك كالثمرة المتأخّرة،و لهذا الاعتبار قال صلى اللّه عليه و آله:الندم توبة إذ الندم مستلزم لعلم أوجبه و لعزم يتبعه،و أمّا وجوبها فمن وجهين:أحدهما أنّ التوبة مرضاة للرحمن مسخطة للشيطان مفتّحة لأبواب الجنان معدّة لإشراق شموس المعارف الإلهيّة على ألواح النفوس مستلزمة للمواهب الربانيّة من

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست