كانت
نسخ هذا الكتاب موجودة في أيدي عدول الأصحاب و ثقات الرواة، من بداية تأليفه إلى
زماننا، و كانت تنتقل في كل عصر إلى أجلاء المحدثين. فانه حينما أُلِّف في القرن
الأوّل، انتقلت نسخته من يد مؤلّفه إلى أبان بن أبيعياش و غيره، كما ذهب
المحقّقون إلى عدم انحصار راوي هذا الكتاب في أبان. ثم في القرن الثاني، وصلت إلى
أعاظم رواة هذا القرن، مثل: عمر بن أذينة، و معمّر بن راشد البصري، و إبراهيم بن
عمر اليماني. و قد تكثَّرت نُسَخُه في القرن الثالث بمحضر الأئمة (عليهم السلام)،
و كانت عند أجلاء الرواة في هذا القرن، مثل: حماد بن عيسى و أخيه عثمان بن عيسى، و
ابن أبيعمير، و أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد بن الحسين أبيالخطاب، و
عبداللَّهبن جعفرالحميري، و إبراهيم بن هاشم و غيره. ثم انتقلت في القرن الرابع
إلى أيدي أكابر المحدثين و أجلائهم، مثل عليبن إبراهيم، و الكليني، و عليبن
بابويه، و ابن عقدة، و ابن الوليد، و محمد بن يحيى العطار، و الشيخ الصدوق و ابن
النديم. و وصلت في القرن الخامس متواتراً إلى أعاظمالمشايخ و أكابر محدّثي هذا
القرن، مثل: الكاتب النعماني و النجاشي و الشيخ الطوسي و الشيخ المفيد. و قد صرّح
النعماني و المفيد باشتهار هذا الكتاب في زمانهما.
و
هكذا انتقلت نسخ هذا الكتاب، مصحّحةً، إلى أيدي أعاظم العلماء و كبار المحدثين و
أجلّة الفقهاء، في كل عصر- جيلًا بعد جيل- إلى زمان الشيخ الحر العاملي (صاحب
الوسائل). و قد صرّح صاحب الوسائل و غيره، من أعلام المحدثين و أكابر المحققين
بوجود نسخة، بل نسخ مصحّحة من هذا الكتاب عندهم. و لذا ترى صاحب الوسائل و غيره،
يشهدون بعدم وجود ما يدل على خلاف ضرورةالمذهب، فيما عندهم من نسخ هذا الكتاب، كما