رسولاللَّه
صلى الله عليه و آله، كما حدّثك أبونا، سواء، لم يزد و لم ينقص، قال: ثم لقيت
عليبنالحسين عليه السلام فحدّثته بما سمعت من أبيه و عمّه و ما سمعتُ من علىّ
عليه السلام. فقال عليبن الحسين عليه السلام: قد أقرأني أميرالمؤمنين عليه السلام
عن رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، و هو مريض و أنا صبي». قال أبان: فحدّثت
عليبن الحسين عليه السلام بهذا كلّه عن سليم، فقال: صدق سليم».[1]
و كذا في الحديث (74 و 76).[2]
و
منها: ما جاء في الحديث (69)، فى وصية أميرالمؤمنين عليه السلام، قال سليم- و كان
حاضراً عنده-: «ثمّ أقبل (أميرالمؤمنين عليه السلام) فقال له (أي للحسين عليه
السلام): و أمرك رسولاللَّه صلى الله عليه و آله أن تدفَعَها إلى ابنك هذا- و أخذ
بيد ابن إبنه عليبن الحسين عليهما السلام و هو صغير- فضمّه إليه و قال له: و
أمَرَك رسولاللَّه أن تدفعها إلى ابنك محمد، فاقرأه من رسولاللَّه و منّي».[3]
قد
ورد روايات أخرى كثيرة، تدل على ذلك، لامجال هنا لذكرها. و يستفاد من عدّة نصوص
أنّ روايات سليم مورد تصديق الأئمة، بل يدل بعضها على كونه فوق حدالوثاقة عندهم، و
أنّه من الأولياء و الأصفياء، و ممّن امتحناللَّه قلوبه للايمان.
مثل
ما جاء في الحديث (38) من هذا الكتاب، أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قال لسليم:
«إنّ هذا الأمر الذي عرّفكم اللَّه و منَّ به عليكم أشدّ خبريّة من الذهب و الفضة،
و أقلّ الأمّة الذين يعرفُونه، و لقد ماتت أمّ أيمن، و إنّها لمن أهل الجنّة، و ما
كانت تعرف ما عرَّفكاللَّه. فاحمد اللَّه و خذ ما أعطاك اللَّه و خصَّك به بشكرٍ.
و اعلم أنّ اللَّهتعالى يعطيالدنيا البرّ و الفاجر، و إنّ هذا
[1] -/ كتاب سليم بن قيس الهلالي: تحقيق محمد باقر
الأنصاري، الطبعة الثانية، ص 628.