الغفاري
(رحمهما الله) أيضاً أصلًا في الحديث، و أنّ أوّل من صنّف في الحديث كان
أميرالمؤمنين عليه السلام. قال قدس سره: «إنّ أوّل من صنّف فيه أميرالمؤمنين عليه
السلام، جمع كتاب اللَّه تعالى، ثم سلمان الفارسي رضياللَّه عنه، ثم أبوذر
الغفاري رضياللَّه عنه، ثمّ الأصبغ بن نباته، ثم عبيداللَّه بن أبي رافع، ثم
الصّحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام»[1].
و
لايخفى أنّ كتاب الديات لأميرالمؤمنين عليه السلام معروف، حتى بين العامة، و في
بعض الأخبار أنّه كان معلّقاً على سيفه، كما أشار إلى ذلك في النهاية.[2]
و
قال: «قد أورده ابن سعيد في آخر كتابه الجامع». و كذا مصحف فاطمة، كما أنّه معروف
بين الامامية، و أشير إليه في بعض الروايات. و قد ذكر بعض خصوصياته آنفاً في البحث
عن الأمالي، نقلًا عن كشف الظنون.
اهتمام أصحاب الأئمة (عليهم السلام) بتدوين الأحاديث
من
تتبّع في كلمات مشايخنا السالفين، و راجَع تراجم أصحاب الأئمة في كتب الرجال و
الفهارس، لايرتاب أنّهم كانوا يهتمّون بجمع الأحاديث المأثورة عن أئمة أهل البيت
(عليهم السلام) و حفظها و كتابتها و تدوينها.
قال
ابن طاووس في مُهَج الدعوات: «حدّثني أبي قال: كان جماعة من خاصّة أبي الحسن عليه
السلام، من أهل بيته و شيعته، يحضرون مجلسه، و معهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف،
و أميال، فإذا نطق أبوالحسن عليه السلام بكلمة أو أفتى في نازلة، أثبت القوم ما
سمعوا منه في ذلك».[3]