بعده إلى
زماننا هذا. لا يحتاج أحدٌ من هؤلاء المشايخ المشهورين إلى تنصيص على تزكيته و لا
بينّة على عدالته؛ لِما اشتهر في كل عصر من ثقتهم و ضبطهم و ورعهم، زيادةً على
العدالة. و إنّما يتوقف على التزكية غير هؤلاء من الرواة الذين لم يشتهروا بذلك،
ككثير ممن سبق على هؤلاء و هم طرق الأحاديث المدوّنة في الكتب غالباً».[1]
و
نظير ذلك ما ذكره صاحب المعالم في فوائد المنتقى.[2]
و
لا يخفى أنّ مقصود الشهيد و ابنه المحقق صاحب المعالم من المشايخ ليس مطلق
الشيخوخة، بل مرادهما المشايخ المشهورين، كما صرّح بذلك الشهيد و مثل ذلك في
التعبير و الدلالة على المطلوب قول السيد في العدة الرجالية:
«ما
كان العلماء و حملة الأخبار- لا سيّما الأجلّاء و من يتحاشى في الرواية عن غير
الثقات، فضلًا عن الاستجازة- ليطلبوا الاجازة في روايتهم، إلّامن شيخ الطائفة، و
فقيهها، و محدِّثها، و ثقتها، و من يسكنون إليه، و يعتمدون عليه. و بالجملة فلشيخ
الإجازة مقام ليس للراوي».[3]
و
مما يشهد لذلك كلام الشيخ البهائي قدس سره في مشرق الشمسين.
قال:
«قد يدخل في أسانيد بعض الأحاديث من ليس له ذكر في كتب الجرح و التعديل بمدح و لا
قدح، غير أنّ أعاظم علمائنا المتقدّمين رحمهما الله قد اعتنوا بشأنه، و أكثروا
الرواية عنه، و أعيان مشايخنا المتأخرين رحمهما الله قد حكموا بصحة روايات هو في
سندها، و الظاهر أنّ هذا القدر كاف في حصول الظنّ بالعدالة».