وفي
الحقيقة تكون الخصوصية المزبورة من الخصوصيات المميّزة لبعض مصاديق مفهوم العبادة
من غير أن تكون مأخوذة في مفهومها ومعناها الحقيقي؛ نظراً إلى عدم تبادر هذا القيد
إلى الذهن من إطلاق لفظ العبادة، كما لا يصح سلب عنوان العبادة عن مصاديقها
العارية عن هذا القيد.
وأما
الدُّعاء فأصلها من الدعوة ومعناها الطلب من غير استعلاءِ. وما ورد من أنّ الدعاء
عبادة[1] ليس
المقصود معناها الحقيقي الوضعي، بل المراد أنّها في حكم العبادة وبمنزلتها من حيث
ما فيه من حالة التضرّع و التذلُّل وفي ثبوت الأجر والثواب، لا بمعنى أخذ التضرّع
والتذلُّل في مفهوم الدعاء بحيث يصح سلب الدعاءِ عن الفاقد لهذه الخصوصية.
[1] مجمعالبحرين: ج 1، ص 141 في مادّة« دعا»؛ نقلًا
عنعدّةالداعي: ص 24